الجماهير || محمود جنيد
لافت لدرجة الدهشة مشهد الحشود الكبيرة المتكدسة طولاً وعرضاً أمام فرن الزبدية، ضمن طوابير أخطبوطية ينتظر من يتسمر فيها منفذ وصول إلى ربطة الخبز، الأمر الذي وصفه أبو عمر بالشقاء اليومي الذي يكره المواطن عيشته.!
و أجلت السيدة بتول (أم أحمد) فضولنا حول المدة التي يقضيها المواطن على الدور حتى يظفر بمخصصاته من الخبز، عندما أكدت بأنها تقف من الثانية عشرة ليلاً حتى السابعة صباحاً حتى تمكنت من تحصيل رغيف العائلة، مضيفة بأنها اضطرت في تلك الليلة لاصطحاب ابنها لحراجة بقائها وحيدة ضمن الطابور الليلي شأنها شأن كثير من النساء، مطالبة بإيجاد حل لهذه المعاناة لاسيما و أن واقع الحال مع المعتمدين ليس بأفضل.!
أما لماذا والسؤال هنا عن عدم التعامل مع المعتمدين، فقد أجابتنا عليه بحرقة السيدة أسماء ( أم باسل) التي وعدها المعتمد في حي الزبدية نفسه وشقيقتها ثلاث مرات ( عند منتصف الليل، و الرابعة فجرأً و الثامنة صباحاً) وأخلف بالوعد، مع تأكيدها بأنه يبيع خارج البطاقة الذكية، لتضطر لشراء الربطة 14 رغيفاً من السوق السوداء بثمانية آلاف.!
وعلى سيرة تسعيرة ربطة الخبز المرتفعة في السوق السوداء، والتساؤلات التي تحتاج لإجابات المعنيين عنها حول توفر كل هذه الكميات بين يدي باعة النواصي المنتشرين في الشوارع دون رقيب، فقد وردتنا شكوى تأكدنا منها حول بيع ربطة الخبز بقيمة تسعة آلاف ليرة على دوار الإطفائية في الحمدانية ( الحي الثاني)، وبجانب مخبز قاضي عسكر ، وليبقى الرغيف وهو القوت الرئيسي، الشغل الشاغل للمواطن الذي يركض خلفه من مكان لآخر دون أن يلحق به.!