صفحات من تاريخهم الأسود

بقلم الدكتور ربيع حسن كوكة

 

لعلّ المطّلع على تاريخ اليهود الدمـ.ـوي لا يستغرب من التوحـ.ـش والتغوّل الصهـ.ـيوني وسـ.ـفكه لدمـ.ـاء شعبنا العظيم في غزة العزة وفلسطين المقدّسة لأنهم أصحاب عمقٍ تاريخية في القذارة والغـ.ـدر والقتـ.ـل وسـ.ـفك الدمـ.ـاء، فهم الذين حاولوا قتل رسول الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عدة مرات رغم علمهم  بأنه نبي مرسل من  عند الله تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 146]، تلك المحاولات استمرت حتى فتح خيبر حيث أبقى النبي صلى الله عليه وسلم بعض اليهود فيها إلا أن امرأة أحد زعماء اليهود أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة مشوية، دسَّت فيها السم، فأخذ منها لقمة فلم يستسيغها وقال: “إن هذه الشاة لتخبرني أنها مسمومة”، واستدعى المرأة فاعترفت. ولقد مات من تلك الأكلة أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو بشر بن البراء، وظل النبي صلى الله عليه وسلم متأثرًا بما أكل منها، بل إنه قال في مرضه الذي توفي فيه لأخت بشر: “إن هذا الأوان وجدتُ فيه انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع أخيك”. وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعدونه شهيدًا بسبب تلك الشاة.

هذه حلقة من حلقات إجرامهم فهم قبل ذلك حاولوا اغتـ.ـيال سيدنا عيسى رسول المحبة المسيح عليه السلام؛ فقد روي أنه: “لما ظهرت شريعة سيدنا  عيسى عليه السلام وانتشرت رغب أكثر الناس الدخول فيها، فانحطت ملة اليهود وضعفت في أيام عيسى، وأنزل الله عليه الإنجيل، وكان يُحيي الموتى بإذن الله، فلما رأى الملك هردوس المعجزات الباهرة عزم على قتـ.ـل المسيح عليه السلام بموافقة جماعة من أحبار اليهود، فهجموا على عيسى وهو عند أمه مريم عليها السلام، فدخل عليه واحد منهم البيت، فلما استبطأ القوم صاحبهم دخلوا عليه، فشبه لهم أنه عيسى عليه السلام، فأخذوه وطافوا المدينة، ثم صلبوه وذلك مصداق قول الله تعالى: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) [النساء: 157]، وقوله: (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) [النساء: 157-158]”

هؤلاء هم اليهود قوم أرذال، سـ.ـفاحون، لا يألون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، لا يفهمون إلا لغة الدمـ.ـاء والقتـ.ـل ولم تتوقف جرائمهم عند هذا الحد بل سلسلة قـ.ـتل الأنبياء قبل ذلك مستمرة.

ومن ذلك قتـ.ـلهم للنبيين زكريا وولده يحيى عليهما السلام وهذا الحدث من أشنع ما يمكن أن تسمع به البشرية عن وحشـ.ـية إنسان أما سيدنا يحيى فقد قطـ.ـعوا رأسه، وسيدنا زكريا نشروه بالمنشار وكذلك قتلـ.ـهم لنبي الله أشعياء عليه السلام، وهو من أنبياء بني إسرائيل، وكان يعظهم وينصحهم، فضاقوا به ذرعاّ ونشروه نصفين بالمنشار.

ومن ذلك قتلهم للنبي أرميا والنبي دانيال والنبي حزقيل والنبي عاموص عليهم السلام وكانوا أنبياء متعاصرين في زمن واحد.

هذه بعض صفحات تاريخهم الأسود وسجلها الإجـ.ـرامي الذي امتدّ ليصل إلى فلسطين وليرتكبوا فيها أبشع المـ.ـجازر التي يندى لها جبين الإنسانية، وإن ما يقترفونه هذه الأيام في غزة هو امتداد لتاريخهم الحاقد على كل خير وكل فضيلة وكل إنسانية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار