الجماهير _عتاب ضويحي
حول دور الشباب في التغيير المجتمعي ، أقامت مديرية ثقافة حلب ندوة ثقافية بعنوان “الشباب ودورهم في قيادة المجتمع” بمشاركة الدكتور حليم أسمر، الشيخ جمال حماش، والأستاذ أحمد بحري، على مسرح ثقافي العزيزية أمس.
ومن خلال حوارية بين المشاركين الثلاثة وجهاد غنيمة مدير المركز دارت أولاً حول تعريف مرحلة الشباب، بيّن الدكتور أسمر أنها شريحة بناء المجتمع والعقل المنتج المبدع، شريحة على غاية الحساسية من الناحية الديموغرافية السكانية تحتاج بيئة مناسبة لاستثمار كفاءاتها وقدراتها،
وفي السياق ذاته أوضح بحري أنه لايوجد تعريف محدد للشباب، لكن حسب الاتجاه البيولوجي الشباب مرحلة عمرية تلي الطفولة من عمر 13 – 30، ومن منطلق علم النفس حالة بنائية تمتزج بين النظرة البيولوجية والاستجابة لثقافة المجتمع.
في حين نظرة الدين للشباب حسبما ذكر الشيخ حماش ترى فيه أجمل أطوار العمر من خلال الشكل والمضمون المتمثل بالعمل فالشباب عصب الرجولة.
وعن دور الشباب في تنمية وقيادة المجتمع أشار الدكتور أسمر إلى أنه يجب تمكين الشباب واستقبال إمكاناتهم من خلال خلق بيئة مناسبة لمهاراتهم، فكلما استقر المجتمع استقر الشباب، وكما أن الشباب مستهلك هو مستثمر أيضا”، من هنا وجب الاعتراف بذكائه، حضوره، وكرامته وبالتالي يصبح عطاء الشباب أكثر ويفرغ كامل طاقاته في قيادة المجتمع وإحداث تغييرات إيجابية على الأصعدة كافة.
أما دور الشباب حسب بحري من الجانب الاقتصادي فيعتبر قوة تغيير كبيرة، وعاملا مؤثرا في المشاركة والتغيير السياسي، ودورهم الإيجابي في التغيير المجتمعي لاسيما في الحروب والكوارث، وعلى المستويين الذهني والمعرفي يمتلك الشباب أفكار جديدة خلاقة ومبدعة ومصدر لتلك الأفكار القادرة على التغيير والتعديل المجتمعي.
وذكر الشباب في مواطن عديدة في القرآن الكريم، واعتنى الإسلام بفئة الشباب من حيث المعاملة والمسؤولية كما بين الشيخ حماش، وكان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نموذجاً يحتذى في مسيرته الشبابية المعروفة بالصدق والأمانة، لافتاً إلى أن الشباب العمود الفقري للمجتمع باعتبار الشباب مرحلة العطاء والبناء.
وكما للشباب مسؤوليات له حقوق أيضاً، وحسب الدكتور أسمر يجب أن تكون العلاقة مع الشباب تربوية تنموية، واستقبال الشاب كإنسان مختلف، مستقل، والتعامل معه بمهارات تقربه من محيطه، تبدأ من الأسرة واللطف الأسري والحوار والإصغاء، ولفت أسمر لضرورة توطين العقل واستثماره لاسيما أن الحرب كانت عاملا” أساسياً في هجرة الشباب، ومنه وجب إعادة النظر في الكثير من الأمور، وتستثمر الشباب في الداخل والخارج.
وأكد الشيخ حماش على ضرورة الاستفادة من التجارب الصعبة، لتنشئة جيل الشباب تنشئة صالحة، و الاعتناء به، ومنحه مساحة الأمان والطمأنينة.
ودعا بحري إلى الاهتمام بحاجات الشباب الفيزيولوجية، وإعطائه الأمان والإحساس به، والحاجات الاجتماعية أهمها الاحترام والحب، وحاجات تقدير الذات والهوية والانتماء.
كما شارك الحضور بالعديد من المداخلات والمقترحات التي من شأنها أن تسهم في إشراك الشباب في عملية بناء المجتمع وتمكينه ليأخذ دوره الصحيح في عملية التنمية والتغيير.
تصوير – هايك أورفليان.