الأديبة عبد الحميد توقع روايتها الأولى ” في حضرة المحبوب ” وحقيقة التفكك الأسري وتأثيراته المدمرة

الجماهير – أسماء خيرو

احتضنت صالة تشرين في السبيل في حلب فعالية ثقافية تمثلت في حفل توقيع رواية “في حضرة المحبوب”  للأديبة رولا عبد الحميد .

واعتبرت أحلام استانبولي معاون مدير الثقافة في حلب التي أدارت الحفل رواية “في حضرة المحبوب” دفقا إبداعيا جديدا للأديبة في عالم السرد الروائي .

ووفقا للأديبة عبد الحميد الرواية تعد تجربتها الأولى في عالم الرواية بعد نتاجاتها في الشعر ولكنها لم تشعر بأنها غريبة عن هذا العالم وكشاعرة لم تستطع الخروج من عباءة الشعر لذلك ظهر الشعر في جنبات الرواية.

وأوضحت الأديبة عبد الحميد بأن تجربة الرواية كانت تجربة جميلة إذ كانت دائما تتوق لكتابة رواية أدبية ولقد تعلقت بشخصيات الرواية كعائلتها وحتى حين انتهت من كتابة الرواية تحن لوجودهم .

ولفتت الأديبة عبد الحميد إلى أن الرواية تجسيد لقيم الخير ونبذ للبؤس موضحة بأنها حين تكتب عن معاناة إنسانية سواء في الشعر أو الرواية تنطلق من الألم فالألم يمثل خبز حروفها وكلماتها .

وقد شهد الحفل قراءة نقدية أولية للرواية قدمها الدكتور أحمد زياد محبك أستاذ الأدب العربي الحديث في جامعة حلب حيث أثار العديد من القضايا والجوانب التي تناولتها الرواية.

وبين الدكتور محبك بأن الرواية لا تشبه غيرها من الروايات ، ولا تتفق مع المألوف في الرواية العربية ، فهي لا تعنى بالزمان , ولا المكان، ولا الحبكة، ولا يهمها التشويق ، ولا الإثارة، وقد شاع في الرواية العربية الاهتمام بمشكلات الواقع السياسي والاقتصادي في المجتمع والاستغراق في الأيديولوجيا والدعاية المباشرة وغير المباشرة، هي هموم واهتمامات لم تأخذ هذه الرواية منها بشيء، ولعل أقصى غاية لهذه الرواية أن تكسر مفهوم الرواية التقليدية ويبدو أنها حققت تقدما كبيرا نحو هذه الغاية.

وأكد الدكتور محبك بأن للقارئ أن يستمتع بما في الرواية من لغة شعرية، ومواقف إنسانية، و حالات من الحس والانفعال والجمال ، وللقارئ أن يحس بما في الخارج من فجائع الواقع وانكسارات الآمال ، وللقارئ أن يعيش متعة الانتظار، ويحس حلاوة الوعد ،لذلك هي رواية جديدة لا تشبه غيرها من الروايات.

ولفت الدكتور محبك إلى أن الرواية تجمع بين الصوفية والعجائبية والرمزية والسريالية والشعر والواقع، العالم فيها يموج بالقبح والجرائم والقتل و المصادفات المؤلمة، أطفال يتامى ، وليسوا يتامى يعانون من انفصال الأبوين، يدفعون ثمن جرائم الكبار وبطلة الرواية “رؤى “تحب وتحلم بالحبيب ، وتعيش الحب والسحر والشعر والجمال، تعيش مأساة الأطفال وتكتوي بنارهم.

والنص بمضمونه يقوم على حكاية حب بين حبيبين لا يلتقيان أبدا، ورحلة انتظار للذي لا يأتي ، رحلة تأخذ البطلة إلى عوالم صوفية حينا وغرائبية حينا آخر وسيريالية في بعض المواقع ,، لكن علاقة البطلة بأطفال الحضانة تعيدها للارتطام بصخرة الواقع القاسية لتتابع معها قسوة العيش في المدينة وعذابات الأطفال المهجورين أو المحرومين من دفء الأسرة وحقيقة التفكك الأسري وتأثيراته المدمرة.

ت : هايك اورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار