بقلم: مصطفى عبد الحسيب الدناور….
لا يمكن النظر إلى منتدى الاستثمار السوري السعودي بوصفه مجرد فعالية اقتصادية عابرة بل هو حدث يحمل في طياته رسائل سياسية وإنسانية عميقة تتجاوز لغة الأرقام والمشاريع إلى ما هو أبعد: إعادة بناء الثقة بين الأشقاء العرب.
لقد طال انتظار لحظة كهذه، لحظة يتقدّم فيها المنطق التنموي على الحسابات الضيقة، وتُفتح فيها أبواب الاستثمار لا فقط لتدوير رأس المال، بل لإعادة تدوير العلاقات العربية التي أنهكتها سنوات من التباعد والتوتر.
إن الاستثمار في سوريا اليوم لا يُعد مجرد خيار اقتصادي، بل هو موقف أخلاقي وسياسي. فكل شركة سعودية تقرر الدخول إلى السوق السورية، وكل مشروع يُطرح على الطاولة، هو إعلان ضمني بأن سوريا لم تُنسَ، وأن مستقبلها لا يزال محفوظا بقلب كل عربي.
هذا المنتدى، بما حمله من نقاشات ومقترحات، أعاد إلى الأذهان فكرة أن الاقتصاد يمكن أن يكون جسرًا للسلام
لقد عانت سوريا من عزلة عربية طويلة بعهدي المقبور والمهبول كانت لها آثارها العميقة على الشعب السوري وعلى العلاقات الإقليمية. واليوم يبدو أن هناك تحولًا في المزاج السياسي الخليجي يقوده منطق البراغماتية والتكامل بما يحقق المصلحة العربية العربية
السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي حين تمد يدها نحو دمشق فإنها لا تفتح فقط بابًا للاستثمار بل تفتح نافذة أمل لسوريا والمنطقة بأكملها.
في الختام
منتدى الاستثمار السوري السعودي هو أكثر من مجرد حدث اقتصادي؛ إنه استعداد عربي لإعادة تعريف العلاقات البينية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وإذا ما كُتب لهذا المنتدى المضي قدما و الانجاز السريع فسيكون قد أسّس لمرحلة جديدة من التكامل العربي الحقيقي، الذي لا يقوم على الشعارات، بل على المشاريع، وعلى الإيمان بأن الإنسان العربي يستحق مستقبلًا أفضل.
#صحيفة_الجماهير