عفرين بين مطرقة تردِّي واقع النظافة وسندان الإمكانيات المحدودة..

مراسل الجماهير || محمد الشيخ..

إن واقع النظافة في مدينة عفرين سيئ للغاية، وهو لا يُرضي ولا يسرُّ القاطن أو الزائر أو العابر؛ فالقمامة والنفايات متنوعة الأشكال والأحجام والألوان تنتشر بكثرة، مُنذِرة بمشاكل وأوبئة وأمراض متعددة للإنسان والبيئة، ومُشوِّهة المنظر الجمالي للمدينة.

• رصد وتوثيق الواقع السيئ

صحيفة الجماهير رصدت ذلك على مدى أيام لأحياء على أطراف المدينة وفي مركزها، وبأوقات متعددة، ووثّقته بالصورة وخلصت إلى عدة ملاحظات:

ـ تراكم القمامة حول الحاويات التي تكون أحياناً ممتلئة أو غير ممتلئة، وقيام البعض بحرقها بجوار المنازل مما يؤدي الى انتشار الأبخرة السامة.

ـ تأخر الترحيل في بعض المواقع مما يؤدي الى انتشار الحشرات والقوارض ومايمكن أن يخلِّفه ذلك من روائح كريهة ومناظر مقززة وخطر على الصحة وخاصة الإصابة بالليشمانيا.

ـ انتشار القمامة والملوثات من أكياس نايلون وكرتون …أمام وحول الأبنية منها مقرات حكومية ومختلف الشوارع حتى الرئيسة وفي الحدائق، والأماكن الفارغة وخاصة بين الأبنية لتكون أشبه بمكبات للنفايات، وكذلك داخل الأبنية وعلى الأدراج!

ـ يختلف مستوى النظافة بين حي وآخر وضمن الحي نفسه؛ فالشوارع الرئيسة والفرعية في مركز المدينة وضعها أقل سوءاً من أحياء على الأطراف التي بدورها تكون شوارعها الفرعية أقل اهتماماً ومتابعة من الرئيسة.

ـ قيام أشخاص بنبش القمامة، أو تفريغ محتويات الحاويات؛ جزئيًّا أو كليًّا على الأرض بحثاً عن بعض المواد أو لإطعام الماشية.

ـ وجود حاويات مهترئة ومثقوبة غير صالحة للاستخدام بعضها قريبة حتى على مركز المدينة دون العمل على استبدالها.

ـ غياب الحملات التطوعية

ـ تراكم الأتربة والأنقاض بشكل عشوائي قسم منها على جوانب الطرق.

• جهود ملحوظة لكنها قاصرة أمام حجم العمل الهائل

جهود المعنيين ملحوظة لا يمكن إنكارها، غير أنها عاجزة وقاصرة أمام حجم العمل الهائل المطلوب منهم في ظل ترامي مساحة المدينة وكثافتها السكانية الكبيرة، وضخامة حجم القمامة.

هذه الملاحظات وسواها كانت على طاولة الحوار مع المهندس محمد صالح أوسو مدير المكتب الخدمي في المجلس المحلي لمدينة عفرين، وكانت إجاباته كما يلي:

-يوجد في مدينة عفرين في الوقت الحالي (200) ألف نسمة تقريباً، وهي تعتبر كثافة سكانية عالية بالنسبة المدينة ضمن المخطط التنظيمي، وهذا ينتج عنه كميات كبيرة من القمامة.

-يتم حاليًّا ترحيل ما يقارب (140) طنًّا من النفايات.

– مكان الترحيل هو مكب ترندة الذي يبعد عن المدينة 5 كم، وهو مكشوف، ومعمول به منذ 35 عاماً، ولايوجد طمر للنفايات، حيث يتم كل شهر ترحيلها وإزاحتها من موقع المكب الى الوادي المجاور، بينما يتم الحرق لها بشكل يومي لتقليص كميتها.

-يتم تفريغ الحاويات من الشوارع الرئيسة مرتين يوميا؛ صباحاً من الساعة 7 حتى الساعة 12، وبعد الظهر من الساعة 4 حتى 7.

-يتم ترحيل القمامة من الشوارع الفرعية مرة واحدة يومياً، ولا يمكن جمعها من بين الأبنية في الوجائب، أو المحاضر الفارغة غير المشيَّدة حيث لا يمكن وصول الآليات إليها.

– تسير آليات جمع القمامة في الطرقات، وهناك حاويات متوضعة في نقاط محددة ومعروفة من قبل الناس والجوار، حيث يتم الترحيل وتنظيف ما حول الحاوية بالتكنيس.

• إمكانيات محدودة لحجم عمل هائل

– عدد الحاويات الكبيرة (100) وهي تتسع لـ(2) متر مكعب، والمتوسطة (300) تتسع لنصف متر مكعب، والصغيرة (100) تتسع لربع متر مكعب، وهي أي الأخيرة تتعرض للسرقة بشكل متكرر.

– يتم كنس الشوارع الرئيسة فقط بشكل يومي بدوامين صباحي ومسائي، ولا يمكن تغطية كل شوارع المدينة بسبب قلة عدد العمال.

-تتم صيانة وتجديد الحاويات المهترئة بشكل دوري.

– لدينا (75) عاملاً لترحيل النفايات، و(25) عاملاً لكنس الشوارع، و(4) مشرفين على عملهم، و(12) سائقاً للآليات التي تعود ملكيتها للمجلس المحلي.

– لدينا ضاغطات كبيرة عدد (2) تتسع لـ (7) طن، و(3) ضاغطات متوسطة تتسع لـ (3,5) طن، و(4) جرارات.

-هناك (15) جراراً و(3) / بوكيت.. أي تركس صغير يعملون لصالح المجلس وفق عقود مدنية.

• رفع طلب بالاحتياجات الفعلية

الحاجة الفعلية والحقيقية لتغطية حجم العمل المطلوب هي ضعف العدد الموجود من الآليات والعمال والسائقين.

-تم رفع طلب بالاحتياجات الى الجهات الداعمة سابقاً، وحاليا إلى مجلس مدينة حلب المكلف بالإشراف على عمل الوحدات الإدارية في ريف محافظة حلب.

-توجد دراسة لمشروع تدوير النفايات، وهي بحاجة الى الدعم من جهات حكومية أو منظمات لتنفيذها واستثمارها في مجالات مفيدة، وتأمين فرص عمل للمواطنين.

-لا يوجد نظام غرامات، ولا يتم تسجيل مخالفات بحق من يضع القمامة بشكل عشوائي، أو في غير أوقات مرور آليات النظافة ،أو يقوم بنبشها بحثاً عن قطع النحاس والألمنيوم والتنك ..، إضافة إلى ضرورة منع رعاة الماشية من تفريغ الحاويات لإطعامها.

• تضافر جهود الجميع من مواطنين

إن الواقع المزري للنظافة في مدينة عفرين يستوجب تضافر جهود الجميع من مواطنين ، ومخاتير ولجان أحياء وجهات حكومية وخاصة كالأوقاف والتربية والصحة والبيئة والدفاع المدني من أجل نشر التوعية وتحمل المسؤولية ،والإسراع بتنفيذ حملات تطوعية لجمع النفايات وترحيل الأنقاض من مختلف الأحياء ضمن خطة منظمة ومحكمة مع التشديد على أهمية رفد المجلس المحلي فيها بما يلزم من كوادر بشرية وآليات، وحرصه على استثمار أفضل لما بين يديه من إمكانيات وذلك حتى نزيح عن كاهل هذه المدينة ما يؤرقها وينغصها، وما تضيق به ذرعاً ،فنعيد الألق والجمال إليها ،فهي أهل لذلك، وهذا جزء من الواجب والوفاء ورد الجميل لها

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار