مشروع تطوير الحيدرية.. بوابة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي

مصطفى الدناور …..

في مشهد يعكس عودة الحياة إلى أحياء حلب الشرقية، يأتي مشروع تنظيم منطقة الحيدرية كخطوة استراتيجية تهدف إلى معالجة آثار النزوح وتأمين بيئة سكنية حضارية للأسر العائدة من المخيمات. المشروع لا يقتصر على بناء مبانٍ إسمنتية فحسب، بل يشكّل بوابة نحو استقرار اجتماعي واقتصادي طال انتظاره.

أولى الفوائد المباشرة للمشروع تتمثل في تأمين مساكن حديثة لـ 608 عائلة، ما يعني إنهاء معاناة مئات الأسر التي عاشت سنوات في ظروف إيواء مؤقتة. هذه النقلة النوعية في السكن تساهم في استعادة كرامة السكان وتعزيز شعورهم بالانتماء إلى مدينتهم.

اقتصادياً، يفتح المشروع آفاقاً واسعة من خلال توفير أكثر من 3000 فرصة عمل في مختلف القطاعات، بدءاً من الإنشاءات وصولاً إلى الخدمات المرافقة. هذا الحراك الإنتاجي سيساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي ويخلق مصدر دخل ثابت لآلاف العائلات.

ولأن التخطيط العمراني الحديث لا يكتمل دون بنية تحتية متكاملة، سيترافق المشروع مع إنشاء مرافق خدمية ومساحات خضراء، الأمر الذي يرفع من مستوى جودة الحياة ويعيد الحيوية إلى المنطقة. كما أن إنجازه خلال فترة لا تتجاوز 24 شهراً سيجعل من النتائج ملموسة في وقت قصير، ما يعزز الأمل في نفوس أبناء المدينة.

انعكاسات المشروع تتجاوز الإطار المادي لتصل إلى أبعاد اجتماعية عميقة، إذ يسهم في ترسيخ الاستقرار، ويحد من ظاهرة الهجرة الداخلية نحو الأحياء المكتظة أو حتى خارج المحافظة. كما أنه يشكّل نموذجاً يمكن تعميمه على بقية المناطق المتضررة، في إطار خطة شاملة لإعادة إعمار حلب .

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار