الجماهير – حسن أسعد ..
غداً تنطلق فعاليات حملة الوفاء لإدلب، هذه المحافظة التي قدمت الكثير من التضحيات الجسام ، على مدى أربعة عشر عاماً من عمر الثورة.
إدلب التي قدمت عشرات الآف من الشهداء والمصابين والمعتقلين ومئات الآف من البيوت المدمرة، وهي تواجه حملة عسكرية وأمنية ممنهجة من قبل النظام البائد، طالت كل مقومات الحياة البشرية ودمرت بناها التحتية، بما فيها المدارس والجوامع التي أمعن فيها النظام الساقط حقداً وإجراماً، إلى جانب الاعتقالات على حواجزه سيئة الصيت والتي كانت تتم على الهوية، حيث أُتخمت سجون النظام من المعتقلين والمفقودين. وهنا نذكر أن جميع المعتقلين في معتقلات النظام قتلوا وتمت تصفيتهم بوحشية وبدم بارد حاقد ولم ينجو منهم إلا من رحم ربي، ومن نجا منهم بات اليوم خارج اطار الحياة البشرية السليمة جسدياً ونفسياً .
ماقدمته ادلب وأريافها تعجز الكلمات عن الإحاطة به، وهو ليس منّة على أحد، وإنما وفاء لدِين الله والوطن المستحق في دماء أبنائها، لا يريدون جزاء ولاشكورا .
ولكن .. أليس جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ وهل يقابل الوفاء إلا بالوفاء و العطاء إلا بالعطاء ؟
فأهل ادلب – الذين خرج الكثير منهم ببندقيته، ونفسه وماله مجاهداً في سبيل الله ولم يعد منهم بشيء – يستحقون منا الوفاء في يوم الوفاء، يستحقون منا الشكر والتقدير يستحقون منا العطاء، يستحقون منا أن نقدم ولو اليسير لمواساتهم لتضميد جراحاتهم لبناء مدرسة وجامع وبيوت هدّمت فوق رؤوس أصحابها.
ادلب سددت الدّيْن المستحق عليها ، وهي غداً على موعد مع أبنائها – مقيم أو نازح – ومحبيها الأبرار.