أقدم مرشد سياحي في حلب: الدليل المؤهل يضمن نجاح الرحلة السياحية ويخلق تصوراً متكاملاً عن الوجهة

الجماهير|| أسماء خيرو..

أكدت الدراسات المتخصصة في مجال السياحة أن القيمة المضافة الحقيقية التي يقدمها الدليل السياحي المؤهل تتمثل في تحويل الرحلة من مجرد مشاهدة عابرة إلى رحلة ثقافية غنية، حيث يعمل على نسج نسيج قصصي شائق يجمع بين المشاهد الحية للمعالم والمعلومات الموثقة والدقيقة حولها.

ويخلق هذا المزج بين المشاهدة والفهم تصوراً شاملاً ومتكاملاً عن الوجهة لدى السائح، مما يثري ذاكرته ويزيد من ثقافته العامة، ليصبح الدليل السياحي بذلك الضامن لجودة التجربة السياحية ونجاحها، حيث يترك انطباعاً إيجابياً يدوم طويلاً بعد انتهاء الرحلة، مما ينعكس إيجاباً على سمعة الوجهة السياحية ككل.

وبمناسبة اليوم العالمي للسياحة تلقي “الجماهير” الضوء على واقع هذه المهنة الحيوية من خلال حوار مع أقدم دليل سياحي في حلب منذ عام ١٩٨٢ يتحدث بخمس لغات فرنسي  إيطالي روماني إنجليزي وألماني، الذي استعرض دوره والتحديات التي تواجه المهنة ومقترحات إحياء القطاع السياحي.

-دور محوري ومهنة تواجه التهميش
أكد قدور أن دور المرشد السياحي أساسي في نجاح الرحلة السياحية وإضفاء الطابع الثقافي عليها، من خلال تقديم معلومات وحقائق دقيقة تخلق صورة متكاملة لدى السائح. إلا أنه أشار إلى أن هذه المهنة “أصبحت مهمشة” حالياً، بسبب مطالبة بعض الأدلاء بأسعار مبالغ فيها، في نهج لا يتناسب مع طبيعة العمل السياحي الذي يتطلب مرونة وأخلاقيات مهنية عالية.

-التضحية وبناء الخبرة أساس النجاح
وشدد قدور على أن النجاح في هذه المهنة يبدأ بالتضحية وبناء الخبرة، معرباً عن استعداده للعمل بمبالغ زهيدة مع المجموعات الصغيرة كنقطة انطلاق. وأكد أن “روح التضحية” هي الأساس لاستعادة عافية السياحة في حلب، معتبراً أن تقديم الخدمة الجيدة أولاً ثم طلب الأجر المناسب هو النهج الصحيح في ظل هيمنة السياحة الفردية حالياً.

-تحديات عديدة تواجه القطاع
وكشف قدور عن جملة تحديات تواجه السياحة في حلب، أبرزها إغلاق أهم المواقع الأثرية مثل الجامع الأموي والمتحف والبيمارستانات، وتضرر عدد من الأسواق القديمة، بالإضافة إلى الافتقار إلى الأدلاء الشباب المدربين.

-مقترحات للنهوض بالقطاع
قدم قدور سلسلة مقترحات عاجلة للنهوض بالقطاع، تشمل تدريب وتأهيل الكوادر، وتفعيل وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمعالم حلب، وفتح المواقع الأثرية المغلقة.

ودعا قدور إلى تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالسياحة في حلب، معتبراً أنها “ليست بخير” وتعتمد على الجهود الفردية، مما يتطلب عملاً دؤوباً وتطوعاً وتضحية من عنصر بشري يحب وطنه ويمتلك الشغف لبناء الوطن من جديد.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار