سورية الجديدة من صنعت المجد وسقوط النظام البائد يفضح الأوهام

محمد مهنا..

في الثامن من كانون الأول ٢٠٢٤ سقط النظام البائد لكن ما جرى على الأرض لم يكن كما حاول الإعلام الدولي وبعض السياسيين تصويره بمحاولة ترويج فكرة أن بعض الدول الكبرى هي التي أسقطت النظام المخلوع وأنها صاحبة الدور الرئيسي بهدف تحقيق مصالح سياسية وشخصية وإظهار النفوذ الدولي على أنه الفاعل الأساسي لكن الحقيقة مختلفة تماماً فالواقع على الأرض يثبت أن الانتصار كان سورياً خالصاً فقد كانت القوات الثائرة السورية هي التي خاضت المعركة وحررت الميدان وفرضت واقعاً جديداً وأجبرت رأس النظام المخلوع على الفرار بعد سنوات من القمع والفوضى.

تركيا التي حاول البعض تضخيم دورها لم تشارك بقواتها في دمشق بل اقتصر دورها على الدعم اللوجستي والاستخباراتي وتسهيل الإمداد وإتاحة مساحة آمنة للتحرك أما الولايات المتحدة فكانت في موقع المراقب الذي رفع الغطاء السياسي عن النظام البائد وأرسل إشارات بأن النظام المخلوع لم يعد جزءاً من المعادلة الدولية دون أن تشارك في المعارك مباشرة فيما روسيا بقيت بدائرة المواجهة الضيقة ولم تستطع لإنقاذ النظام البائد بسبب غرقها في المستنقع الأوكراني وإيران كانت عاجزة عن تغيير المعادلة على الأرض بسبب العقوبات الاقتصادية و الفوضى الداخلية و تدمير برنامجها النووي فكان جل تركيزها على أوضاعها الداخلية وتركها الملفات الخارجية لأذرعها الهشة في المنطقة وهكذا يظهر جلياً أن سقوط النظام المخلوع لم يكن هبة من الخارج بل قراراً سورياً تنفيذياً حسمته إرادة المقاتلين الذين خططوا ونفذوا وأصروا على تحقيق النصر.

لقد كتب السوريون نهاية عهد النظام البائد بدمائهم وصمودهم وبتضحياتهم التي لم تعرف الخوف ولا الانكسار فقد صاغوا المشهد السياسي والإعلامي الجديد وأثبتوا أن الانتصار لم يصنعه أحد سوى أبنائهم فالميدان لم يشهد سوى إرادة وطنية قوية وحدها قادرة على قلب المعادلات وتحقيق النصر بينما كانت الدول الكبرى مجرد مراقب بعيد لم تغير شيئاً على الأرض بل اكتفت بخلق بيئة سياسية مساعدة دون أن تتحمل تبعات المعركة.

وهكذا يثبت الواقع أن القوة الحقيقية ليست في القرارات البعيدة أو في الترويج الإعلامي الذي يسعى لتزييف الإنجازات لمصالح شخصية بل في المقاتلين السوريين الذين رسموا مصيرهم بأيديهم وكتبوا تاريخاً جديداً لوطنهم لقد منحوا سورية الفرصة لتستعيد إرادتها وتبدأ مرحلة جديدة من البناء والتغيير ويبقى هذا الانتصار سورياً خالصاً لا يمكن نسبته لأي قوة خارجية بل هو ثمرة صمود أبنائها وعزيمتهم على أن لا يقبلوا إلا الحرية والسيادة لأرضهم.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار