سر الكيس الأسود.. معاناة الموظفين بين طوابير الحوالات وانتظار العملة الجديدة

الجماهير || محمود جنيد..
في مشهد يتكرر مع نهاية كل شهر، تتجدد معاناة آلاف الموظفين أمام مكاتب الحوالات المالية، حاملين معهم هموم “الحمل الثقيل” للرواتب النقدية التي تحولت من نعمة إلى نقمة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

يقف “أبو محمد” – أحد الموظفين – بحذر شديد أمام أحد مكاتب الحوالات في حلب، ممسكًا بكيس أسود يخبئ داخله سر معاناة شهر كامل: راتبه الشهري المكون من كومة من الأوراق النقدية القديمة من فئتي الألف والخمسمائة ليرة سورية.

يحدثنا وهو يلتفت يمينًا وشمالًا خوفًا: في تعبير عن حالة التوجس والقلق التي ترافق آلاف الموظفين والعاملين عند استلامهم رواتبهم الشهرية، خشية سلبها.

ولا تقتصر المعاناة على صعوبة الحمل والخوف من السرقة فقط، بل تمتد إلى مشاكل أخرى، كما أوضح بعض الموظفين عن وصول “رزم نقدية” ناقصة أو مهترئة، وعجزهم عن عدها بدقة بسبب ضخامة الكميات، ما يضطر البعض إلى دفع عشرة آلاف ليرة من راتبه كرسوم إضافية لتحويلها إلى فئات نقدية أصغر.

تبقى مشاهد الموظفين وهم يحملون “أكياس الرواتب” خير شاهد على عمق المعاناة التي يعيشها السوريون، في انتظار حلول جذرية تُسهّل حياتهم وتخلصهم من هموم “الحمل الثقيل” الذي يثقل كاهلهم كل شهر، معلقين آمالهم على العملة الجديدة التي وعدت بها الحكومة بعد حذف الأصفار، على أمل أن تجلب معها حياة مالية أكثر مرونة وسهولة في الحمل والتداول.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار