جهاد جمال..
انتخابات مجلس الشعب في سورية الجديدة شكلت حدثا سياسيا مفصليا يعكس التحول الكبير الذي تشهده البلاد نحو ترسيخ قيم الحرية والعدالة والمشاركة الوطنية فقد جرت هذه الانتخابات للمرة الاولى بطريقة حرة ونزيهة بعيدا عن الاساليب التي كانت سائدة في عهد النظام البائد حيث كانت الارادة الشعبية مغيبة والنتائج معدة سلفا اما اليوم فقد جرت العملية الانتخابية من قبل الهيئات الناخبة في اجواء من الشفافية والاحترام المتبادل ما جعلها تعبيرا حقيقيا عن ارادة السوريين في بناء دولتهم الجديدة
تميزت هذه الانتخابات بتمثيلها الواسع لكافة شرائح المجتمع من شخصيات مستقلة وفعاليات محلية واكاديميين ووجهاء من مختلف المناطق دون مشاركة النقابات او الاتحادات كما كان يحدث سابقا فالمعيار كان الكفاءة والقدرة على خدمة الناس لا الانتماء التنظيمي او الحزبي وقد اظهرت المنافسة روحا ديمقراطية عالية عكست وعيا سياسيا جديدا لدى الهيئات الناخبة
ورغم انخفاض نسبة نجاح المرأة في هذه الدورة الا ان ذلك لا يعود الى موقف المجتمع السوري منها بل الى طبيعة التحالفات والتكتلات الانتخابية التي اثرت على توزيع المقاعد ومع ذلك فقد حققت النساء انجازا لافتا بحصول مرشحتين على المرتبة الاولى في دائرتي حماة وعفرين ما يؤكد مكانة المرأة السورية وثقة المجتمع بقدرتها على القيادة والمشاركة في الشأن العام
لقد جاءت انتخابات مجلس الشعب هذه لتكون بداية مرحلة جديدة في التاريخ السياسي لسورية مرحلة تقوم على احترام الارادة الشعبية وترسيخ قيم الديمقراطية والمواطنة وتفتح الطريق امام بناء دولة حديثة تستند الى العدالة والمساواة وتشارك فيها جميع المكونات بروح من المسؤولية والامل بالمستقبل.