“عامٌ من الفجر الجديد: ذكرى ردع العدوان”

مصطفى عبدالحسيب الدناور..

عام مضى، لكنه ما زال حيّاً في كل نبضة قلب، وفي كل حجر من هذه الأرض. عامٌ حمل بين أيامه قصة شعبٍ واجه النار، فحوّلها إلى نور، وواجه الموت، فحوّله إلى حياة.

في معركة ردع العدوان، لم يكن السلاح وحده هو الذي انتصر، بل الإرادة التي لا تُكسر. كان الناس يكتبون تاريخهم بأيديهم، يزرعون الأمل في وجوه أطفالهم، ويثبتونه أن الحرية ليست شعاراً، بل دماءً تُسقى بها الأرض لتزهر كرامةً.

النصر لم يكن مجرد حدث عسكري، بل كان لحظة إنسانية كبرى. لحظة أعادت الثقة إلى النفوس، وأعادت للنازحين حقهم في الحلم، وأثبتت أن العدالة يمكن أن تولد من رحم المعاناة.

لقد صار النصر مثل نبضٍ جماعي، يردده الناس في دعائهم، ويكتبه الشعراء في قصائدهم، ويعيشه الصحفيون في كلماتهم.

الذكرى الأولى ليست محطة للبكاء على الأطلال، بل هي وعدٌ جديد: أن نحافظ على هذا النصر، ونحوّله إلى بناءٍ وتعليمٍ وإعلامٍ يليق بتضحيات الشهداء.

إن معركة ردع العدوان ستبقى رمزاً، لكن مسؤوليتنا اليوم أن نجعل من هذا الرمز جسراً نحو وطنٍ يليق بأبنائه، ومستقبلٍ تُكتب فيه قصائد جديدة، لا بالدماء هذه المرة، بل بالعلم والعمل والحرية.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار