الجماهير – حسن أسعد..
لم يكن نصراً عادياً، ذاك الذي صنعه رجال الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة، بل كان نصراً غير الواقع الذي كنا نظنه ميؤساً منه وللابد ،نصراً اقتلع الظالم من جذوره، وطوى صفحة سوداء كانت الاسوأ في تاريخ سورية والانسانية، وأعاد الحق المغتصب طيلة أكثر من نصف قرن إلى أصحابه الذين ضحوا لأجله بأرواحهم ودمائهم وأملاكهم وبيوتهم على مدى أربعة عشر عاماً وما وهنوا وما استسلموا، حتى استراحة المحارب لم يتذوقوا طعمها .
هو نصر غيّر وجه التاريخ ومزق خارطة الذل والعبودية والظلم، نصر يحاكي معارك اليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت التي أعادت للامة شوكتها وهيبتها بين الأمم .
نصر .. أعاد رسم العلاقات والتحالفات الدولية على أساس احترام الحقوق والحريات وفرض على الاخرين تقدير دماء السوريين والنظر ابيها بعين الاعجاب والاحترام، وصار درساً لكل شعوب الأرض المقهورة في الصبر والتضحيات والإصرار على انتزاع الحرية مهما كلف ذلك من ثمن .
ونحن إذ نعيش أفراح النصر والفتح في ذكراها الأولى، علينا ان نتذكر دائماً وابداً أولئك الرجال الأحياء منهم والشهداء الذين عاهدوا الله وصدقوا العهد ( نصراً يسر الصديق أو ميتة تغيظ العدا ). أولئك الرجال الذين أعادوا لنا المعنى الحقيقي للحرية والكرامة، الذين أعادوا لنا وعدنا بهم إلى إحياء سيرة أولئك الرجال الذين خلدهم التاريخ، سيرة الفاتحين الأوائل الذين لم يعرف التاريخ أرحم منهم .
(لقد كان نصراً من الله )
#صحيفة_الجماهير