عودة سورية إلى قلب الدبلوماسية الدولية

 

مصطفى الدناور..

في الذكرى الأولى لتحرير سورية تستعد دمشق لاستقبال وفد رفيع من مجلس الأمن الدولي في خطوة تعكس عمق التحولات التي شهدتها البلاد وتقدّم رسالة واضحة مفادها أن سورية باتت تستعيد موقعها الطبيعي على الساحة الدولية فزيارة وفد يمثل جميع أعضاء المجلس تشكّل حدثاً غير مسبوق منذ أكثر من أربعة عشر عاماً وتعكس وصول المجتمع الدولي إلى قناعة بضرورة دعم الدولة السورية في مرحلة إعادة البناء وترسيخ السيادة والاستقرار

إن هذه الزيارة لا تُقرأ كتقليد دبلوماسي عابر بل كتحوّلٍ في الموقف العالمي تجاه سورية الجديدة التي أثبتت قدرتها على تجاوز مراحل الصراع والبدء في إعادة ترتيب مؤسساتها وبناء شراكات دولية متوازنة حيث يشكل حضور وفد موحّد من مجلس الأمن اعترافاً ضمنياً بأن دمشق اليوم تمثل ركيزة أساسية في معادلة الأمن الإقليمي وأن دعمها أصبح ضرورة للحفاظ على التوازن والاستقرار في المنطقة

كما تحمل هذه الخطوة رسالة تؤكد انتهاء مرحلة الانقسام الدولي حول الملف السوري وبدء صفحة جديدة قوامها التعاون وتنسيق الجهود لإعادة الإعمار وتعزيز التنمية واستعادة مؤسسات الدولة دورها الكامل فإجماع الدول الأعضاء على إرسال وفد مشترك إلى دمشق يؤشر لتحوّل عميق في الرؤية الدولية ويمنح سورية مساحة أوسع للتحرك الدبلوماسي والانفتاح الاقتصادي

إن زيارة وفد مجلس الأمن لدمشق ليست مجرد حدث سياسي بل محطة تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها عودة سورية بثبات إلى الخارطة الدولية واستعادة مكانتها كدولة محورية قادرة على صياغة مستقبلها وإعادة بناء ما تهدّم بثقة أكبر وإرادة أقوى ووحدة وطنية تمهد لنهضة شاملة يشعر بها كل السوريين في الداخل والخارج

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار