مصطفى الدناور ..
جاءت انتخابات مجلس الشعب في سورية الجديدة لتشكل دليلا واضحا على انتقال البلاد الى مرحلة سياسية متقدمة عنوانها الحرية والنزاهة والتمثيل الحقيقي لكافة شرائح المجتمع فقد جرت هذه الانتخابات للمرة الاولى بطريقة شفافة نزيهة وبعيدة عن الممارسات التي كانت سائدة في عهد النظام البائد الذي كان يحتكر القرار ويصادر ارادة الناس اما اليوم فقد شاركت الهيئات الناخبة بحرية تامة في اختيار من يمثلها بكل وعي ومسؤولية
لقد تميزت هذه الانتخابات بالتنوع والتمثيل الواسع لمختلف الفئات من الشخصيات المستقلة والاكاديميين والوجهاء واصحاب الخبرة والنشطاء دون تدخل من أي جهة بعكس ما كان يحدث سابقا الامر الذي اعطاها بعدا شعبيا حقيقيا وجعلها تعكس صورة صادقة عن المجتمع السوري في سعيه لبناء مؤسساته على اسس جديدة قائمة على الكفاءة والنزاهة لا على الولاء والانتماء
و الحقيقة أن نسبة انخفاض نسبة نجاح المرأة في هذه الدورة لم يكن بسبب نظرة المجتمع اليها كما يروج البعض بل نتيجة للتحالفات والتكتلات الانتخابية التي اثرت على النتائج النهائية ومع ذلك فقد برزت النساء بقوة بحصول مرشحتين على المرتبة الاولى في دائرتي حماة وعفرين وهو مؤشر واضح على ايمان السوريين بقدرة المرأة على القيادة والمشاركة الفاعلة في صياغة القرار الوطني
انتخابات مجلس الشعب في سورية الجديدة لم تكن مجرد اجراء سياسي بل كانت خطوة في مسار طويل من الاصلاح والتحول نحو دولة المؤسسات والقانون دولة يحكمها الشعب عبر ممثليه وتعتمد على الحوار والتعددية وتفتح افاقا جديدة لمستقبل مشرق يسوده الاستقرار والعدالة والمساواة.