محمد مهنا..
شهدت سورية الجديدة انتخابات مجلس الشعب في اجواء من الحرية والنزاهة شكلت علامة فارقة في تاريخها السياسي الحديث فقد جرت هذه الانتخابات للمرة الاولى بعيدا عن الممارسات القديمة التي كانت تميز عهد النظام البائد حيث كانت النتائج معروفة مسبقا وكانت الارادة الشعبية مجرد واجهة شكلية اما اليوم فقد عبرت الهيئات الناخبة بكل وعي ومسؤولية عن خياراتها في مشهد ديمقراطي حقيقي جسد روح المشاركة الوطنية
تميزت هذه الانتخابات بتنوع المرشحين وتمثيل مختلف شرائح المجتمع من شخصيات مستقلة واكاديميين وفعاليات اجتماعية دون تدخل من اي جهة كما كان يحدث سابقا فالمعيار الاساسي كان الكفاءة والقدرة على تمثيل الناس وخدمة الصالح العام وهذا ما اعطى العملية الانتخابية مصداقية عالية وشرعية شعبية واضحة
ورغم انخفاض نسبة نجاح النساء في هذه الدورة الا ان ذلك لا يعكس موقف المجتمع السوري من المرأة بل هو نتيجة طبيعية للتحالفات والتكتلات التي اثرت على توزيع المقاعد ومع ذلك فقد احرزت النساء نتائج مشرفة كان ابرزها فوز مرشحتين بالمركز الاول في دائرتي حماة وعفرين الامر الذي يدحض كل المزاعم التي تروج لفكرة ان المجتمع السوري مجتمع مغلق او انه لا يشجع النساء على التقدم والمنافسة فالواقع اثبت ان المرأة السورية تحظى بدعم واحترام وتقدير في مختلف المجالات وانها شريك اساسي في بناء سورية الجديدة
ان انتخابات مجلس الشعب جاءت لتؤكد ان سورية الجديدة تسير بثبات نحو ديمقراطية حقيقية قائمة على المشاركة والعدالة وان المجتمع السوري مجتمع واع متحضر منفتح يؤمن بالمساواة ويدعم المرأة في مواقع القيادة لتكون جزءا من صناعة القرار ومسيرة التنمية والبناء.