حين يتنفس السوريون… مجلس الشيوخ يُسقط قيصر

بقلم مصطفى عبد الحسيب الدناور..

في خطوةٍ وُصفت بأنها بداية لانفراج سياسي وإنساني، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح إلغاء قانون قيصر، الذي فُرض عام 2020 كأداة ضغط على الحكومة السورية، لكنه امتد ليطال حياة المدنيين في تفاصيلها اليومية. القرار جاء ضمن موازنة الدفاع لعام 2026، حيث أيّد الإلغاء 77 عضوًا مقابل 22، في مشهدٍ يعكس تحوّلًا في المزاج السياسي الأميركي تجاه الملف السوري.

قانون قيصر، الذي استند إلى صور وثّقت انتهاكات داخل السجون السورية، تحوّل خلال السنوات الماضية إلى حصار اقتصادي وإنساني، أثّر على قطاعات حيوية كالصحة والطاقة والتعليم، ورفع منسوب المعاناة لدى المدنيين.

لكن التصويت الأخير لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد مراجعة داخل الإدارة الأميركية للنتائج الواقعية للقانون، ورصد مؤشرات إيجابية من الحكومة السورية على مستوى التعاون الإنساني والانفتاح السياسي، إلى جانب جهود دبلوماسية نشطة بذلتها الإدارة السورية الجديدة في الأشهر الأخيرة، والتي ساهمت في إعادة فتح قنوات التواصل مع أطراف دولية.

إلغاء القانون لا يعني نهاية الأزمة، لكنه يُعدّ خطوة رمزية نحو إعادة فتح الأبواب المغلقة أمام الإغاثة، والإعمار، والتواصل الاقتصادي. إنه تصويتٌ يُعيد الاعتبار لحق الشعوب في التنفس، في البناء، وفي الحلم.

رحّبت منظمات إنسانية بالقرار، معتبرةً أنه “انتصار للكرامة”، بينما عبّر بعض المعارضين عن خشيتهم من أن يُفهم الإلغاء كتنازل سياسي. لكن وسط هذه التباينات، يبقى صوت الإنسان هو الأهم.

حين يصوّت مجلس الشيوخ، لا تُكتب فقط سطور في سجلّ السياسة، بل تُفتح نوافذ في جدران البيوت، وتتنفس المدن من جديد.

إنه زمنٌ جديد… زمنٌ يتنفس فيه السوريون، وتُعاد فيه الحياة إلى تفاصيلهم الصغيرة، بعد أن طالتها يد الحصار.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار