الجماهير|| عتاب ضويحي..
في إطار فعاليات مبادرة “سرد” الثقافية، وبالتعاون مع مديرية ثقافة حلب ومؤسسة “مبادرون”، احتضن مسرح دار رجب باشا في حلب العرض المسرحي “الخريف الأخير”، الذي قدّم رسالة إنسانية ووطنية واضحة تركز على مواجهة خطاب الكراهية والتحريض والانقسام المجتمعي.
العرض المسرحي، الذي كتبه مطر مازن زهران وأخرجه عبيدة صادق، شارك في بطولته مجموعة من الفنانين الشباب، هم: عمر نعيمة، طارق خليلي، منيسا مارديني، ميار نقيب، ومحمد السقا.

من خلال شخصيات متناقضة، سلط العمل الضوء على واقع مجتمعي معاش، حيث قدم عمر نعيمة شخصية “هادي ابن سعد الدين الحلبي”، الشاب الذي يسعى إلى إنهاء الخلاف بين والده وعمه عبر الحوار والإقناع. بينما جسد طارق خليلي دور الأب الذي يحاول توضيح معاناة الشعب في مناطق النظام البائد، ومثل محمد السقا دور العم القادم من المناطق المحررة الذي يحمّل أخاه مسؤولية الصمت على الظلم. أما منيسا مارديني، فقد جسدت شخصية “ليلى” التي ترمز إلى سوريا الحائرة بين خطاب الكراهية والتطلع إلى مستقبل جديد يسوده التسامح.

وفي حديثه عن فكرة العمل، أوضح الكاتب مطر زهران أن المسرحية تهدف إلى دفع فكرة مبادرة “سرد” في محاربة التكرار السلبي وتعزيز خطاب الكره، مشيراً إلى أن النص يعكس واقعاً معيشاً ويظهر كيف تؤدي الكراهية إلى تفكك المجتمع. وأكد أن الحل يكمن في تقبل الآخر وعدم إلقاء اللوم عليه.
من جانبه، أوضح المخرج عبيدة صادق أنه اعتمد في إخراجه على الأسلوب الواقعي البسيط، مركزاً على مسرح الكلمة مع استخدام رموز دلالية تجسد فئات المجتمع المختلفة، بهدف تسليط الضوء على الآثار الهدامة لخطاب الكراهية وما يخلقه من انقسام بين الناس.

اختتم العرض بتفاعل كبير من الجمهور، الذي أعرب عن إعجابه بجرأة الطرح وواقعية الأداء، معتبرين أن المسرحية شكلت دعوة صادقة لإحياء قيم الحوار والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.
#صحيفة_الجماهير