الجماهير|| جهاد اصطيف..
وسط أجواء احتفالية ممزوجة بعبق الذاكرة وحرارة اللحظة، شهدت ساحة سعد الله الجابري بحلب، اليوم فعالية مميزة نفذها الدفاع المدني السوري – الخوذ البيضاء، ضمن كرنفال واسع احتفاءً بعيد التحرير، وجاءت الفعالية بحضور وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، ومحافظ حلب المهندس عزام الغريب، وعدد من المسؤولين والمعنيين، إضافة إلى حشد كبير من الأهالي.

استعراض احترافي .. ورسائل إنسانية
تضمن الكرنفال تنفيذ بيان عملي يعكس جاهزية فرق الدفاع المدني في التعامل مع الطوارئ، عبر عروض ميدانية شملت، إنزال مصابين بالحبال أمام الجمهور، وإطفاء سيارة محترقة في محاكاة لحوادث واقعية، ورفع العلم السوري بهويته الجديدة ضمن مشهد رمزي لمرحلة التعافي.

كما رافق الفعالية معرض صور يوثق سنوات عمل الدفاع المدني خلال الثورة، وصوراً لعمليات الإنقاذ تحت القصف، فضلاً عن عرض لآلية ” بيك آب ” مدمرة تعود لمركز الأتارب، كانت قد أصيبت خلال مهمة أدت إلى استشهاد المتطوع أحمد عبد الخالق وإصابة زميل له.

شهادات من قلب التجربة
مدير مركز الدفاع المدني في شارع النيل عمار عبد الرحمن، أوضح خلال حديثه لصحيفة ” الجماهير ” أن الفعالية تأتي احتفالاً بالنصر ووفاءً لتضحيات المتطوعين، مضيفاً أن المعرض يعكس الصورة الحقيقية للعمليات التي نفذتها فرق الإنقاذ رغم قلة الإمكانيات وصعوبة الظروف.
وأضاف : يكفينا فخراً أن الطفل السوري خلال سنوات الثورة كان يولد مرتين، مرة من أمه، ومرة عندما ينتشله الدفاع المدني من تحت الأنقاض.

بينما عبر مواطنون حضروا الفعالية عن تقديرهم لهذه الجهود، مؤكدين أنه كثيراً ما كانوا يستيقظون على أصوات الانفجارات، لكن وجود الدفاع المدني ” الخوذ البيضاء ” كان يعطيهم إحساساً بأن هناك من يحميهم، اليوم نحتفل معهم لأنهم جزء من نجاتنا.

ويضيف مصطفى عبد الغفور، الذي وقف مندهشاً أمام آلية العرض : كنا نراهم على الشاشات فقط، لم أتوقع أن أرى هؤلاء الأبطال عن قرب، هذا الكرنفال يجعلنا نشعر أن البلد تستعيد حياتها.
أما ميمونة قصار طالبة جامعية حضرت لتشارك أصدقاءها في الفعالية، فقالت : هذه الصور جزء من ذاكرة كبيرة عشناها جميعاً، وجود مثل هذه الأنشطة يعزز شعورنا بأن المرحلة القادمة ستكون أفضل.

وفي الختام وجه الوزير رائد الصالح كلمة شكر للمحافظة والمتطوعين، مشيداً بجاهزية كوادر الدفاع المدني واستعدادهم الدائم للتعامل مع أي طارئ، ومؤكداً أن تعزيز منظومة الاستجابة هو أولوية وطنية.
