*بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة*
ألم تَـــرَ أنَّ العقـلَ زَيـنٌ لأهلِـــــهِِ
وأن به الخيرٍات تُعطى فَنَجتَبي
فيَــرفَعُ عَقــلٌ أهـلَ علمٍ بفهمهم
وأنَّ تمامَ العقلِ طــولُ التجاربِِ
في المقالة السابقة تحدثت عن قاعدةٍ فكريةٍ مهمة مفادها أنه ليس كل ما يصلح لغيرك يصلحُ لك وبينتُ أن لكل زمانٍ أو مكانٍ أو مخلوقٍ في هذه الدنيا قانونه الخاص به،
واستكمالا لما بدأت به أقول إن سوء الفهم والتفكير هو عدم القدرة على تقدير الدوافع أو الأسباب التي حملت الشخص على سلوكٍ ما، في مكانٍ ما، وزمانٍ ما.
وبطبيعة الحال سينتج عن ذلك الفهم الخاطئ ردة فعلٍ في إتجاهٍ خاطئٍ لم يتخيَّله الطرف الأخر.
وقد تكون ردود الأفعال الناتجة عن سوء الفهم متسرعة وغير محسوبة العواقب، وبالتالي تصبح الحياة سلسلةٍ من سوء الفهم المتبادل.
وفي نفس السياق نجد في التراث الشعبي الكثير من حكايا الفهم الخاطئ والتفكير اللاموضوعي والذي يمكن أن نستخلص منه عاقبة ذلك الفهم السقيم من ذلك ما حُكي أنه سأل الثعلب جملاً واقفاً على الضفة الأخرى من النهر؛ إلى أين يصل عمق ماء النهر؟ فأجابه الجمل إلى الركبة، فقفز الثعلب في النهر فإذا بالماء يغطيه وهو يسعى جاهداً أن يخرج رأسه من الماء بجهد مضن.
وما إن استطاع أن يقف على صخرة في النهر صرخ في وجه الجمل قائلاً؛ ألم تقل إن الماء يصل إلى الركبة؟ قال نعم يصل إلى ركبتي!
حين يتحاور المرء مع الآخر يكون ذلك الآخر منطلقا في حواره من تجربته وسلوكه وكثيراً ما يكون تفكيره و حلوله مناسبة له فقط ولا تناسب الآخر..
وتذكر دائماً.. ما يصلح لك لا يصلح لغيرك.
وأخيراً أعيد وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ( احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.