بقلم :محمد سلام حنورة ..
في خطوة تاريخية قد تشكل تحولًا جذريًا في المشهد السوري، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي اتفاقًا لدمج مؤسسات الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية ضمن مؤسسات الدولة السورية.
فمن الناحية الاستراتيجية، يساهم دمج قوات قسد ضمن الجيش السوري في تقليل مخاطر المواجهات العسكرية الداخلية، كما يعزز من قدرة الدولة على فرض سيادتها على كامل أراضيها.
دمشق امامها عمل جبار لإعادة تشكيل النظام السياسي بما يضمن تمثيلًا حقيقيًا لكافة المكونات في سورية في ظل حضور القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري.
ويمكن أن يساهم اندماج مؤسسات قسد مع مؤسسات الدولة السورية في إعادة تنشيط الاقتصاد الوطني، خاصة أن مناطق شرق سورية تضم موارد هامة مثل النفط والغاز والأراضي الزراعية.
وسوف تستفيد الدولة السورية من هذه الموارد لدعم موازنتها العامة وتحسين الخدمات الأساسية، وهو أمر ضروري في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد.
العائق الرئيسي أمام تحقيق الفائدة الاقتصادية هي عملية إعادة دمج الاقتصاد في شمال شرق سورية ضمن المنظومة الحكومية والذي يستلزم إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية وإيجاد حلول للمؤسسات التي كانت تعمل تحت إدارة قسد وفق آليات مختلفة.
وإن إعادة فتح طرق التجارة بين مناطق الشمال الشرقي وبقية أنحاء سورية قد تسهم في تعزيز التبادل التجاري وتحسين أوضاع المواطنين.
و يمثل هذا الاتفاق فرصة لإعادة بناء النسيج الوطني السوري الذي تضرر بشدة خلال السنوات الماضية وأن يسهم في تخفيف التوترات التي كانت موجودة ويعزز من الشعور بالمواطنة والانتماء الوطني.
كما أن قضايا عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم قد تطرح تحديات اجتماعية جديدة، خاصة في ظل الحاجة إلى ضمان بيئة آمنة ومستقرة لهم.
لا شك أن اتفاق دمج مؤسسات قوات سوريا الديمقراطية مع الحكومة السورية يحمل إمكانيات كبيرة لإعادة بناء الدولة السورية على أسس أكثر وحدة واستقرارًا.
#صحيفة_الجماهير