الجماهير || أسماء خيرو…
أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن تنظيم مستويات الطاقة داخل الخلايا يلعب دوراً محورياً في تعزيز مناعة الجسم ومواجهة الأمراض. فمن المعروف أن الجلوكوز يعد المصدر الرئيسي لإنتاج الطاقة في الميتوكوندريا (المتقدرات الخلوية)، لكنه قد يصبح سلاحًا ذا حدين! إذ تستخدم البكتيريا والفيروسات – بل وحتى الخلايا السرطانية – هذا المصدر الغذائي لتكاثرها ونموها، مما يفاقم العدوى والأمراض الخبيثة.
وفي هذا السياق بين الدكتور مضر نيازي، اختصاصي أمراض داخلية، أن العلم عبر الأبحاث أثبت أن الجلوكوز كمصدر للطاقة قد يتم الاستفادة منه من قبل البكتيريا والفيروسات وحتى الخلايا الخبيثة، مما يتسبب بتفاقم الأمراض سواء كانت إنتانية أو سرطانية. مشيراً إلى أن الخلية الفاقدة للغلوكوز عبر الصيام، لا يتكاثر فيها الفيروس مثل فيروس كورونا (كوفيد-19) مقارنة بالخلية الممتلئة بالجلوكوز.
ويضيف الدكتور نيازي أن تأثير الصيام لا يقتصر على الحد من تغذية مسببات الأمراض فحسب، بل يحفز الخلايا على تفعيل آليات إصلاح ذاتية وتنظيف خلوي (الالتهام الذاتي)، مما يزيد من كفاءتها في مقاومة العدوى والتعافي.
وبحسب الدكتور نيازي، فإن الصائم عند الجوع، يتم استنفاذ الجلوكوز على مستوى خلاياه، فتستطيع تلك الخلايا مقاومة الأمراض بشكل أفضل وتتعافى بسرعة أكبر. ويشير أيضاً إلى أن الصيام المديد يُعتبر طريقة علاجية فعالة لعلاج مختلف الأورام السرطانية من خلال حرمانها من الجلوكوز الضروري لتكاثرها السريع وانتشارها في أعضاء الجسم عبر الانتشار المباشر أو الانتشار بالدم واللمف.
ولفت الدكتور نيازي إلى أن هناك أبحاثاً واعدة تشير إلى أن الصيام المنتظم والمحسوب قد يشكل جزءًا من البروتوكولات العلاجية لدعم مرضى السرطان، من خلال خلق بيئة خلوية غير مواتية لنمو الأورام. وليس هذا فحسب، بل إن الصيام يُعتبر نمط حياة وقائياً يبطئ مظاهر الشيخوخة والعجز، ويقلل خطر الأمراض المزمنة، ويعزز الحيوية على المدى الطويل. لذا، فهو ليس مجرد ممارسة روحانية، بل استثمار علمي في صحة الجسد ووقايته.
ملاحظة: يُوصى دائماً باستشارة الطبيب قبل اعتماد الصيام كأسلوب علاجي، خاصة لمرضى الأمراض المزمنة أو الحالات الصحية الخاصة.
#صحيفة_الجماهير