عيد الفطر السعيد: طقوس ومعايدات تعكس روح العائلة 

الجماهير || عتاب ضويحي..

مع اقتراب سماع تكبيرات عيد الفطر السعيد، يبدأ الإعلان عن حالة الطوارئ لاستقبال العيد بأبهى حلة وأجمل التحضيرات في المأكل والملبس، وحلاقة الشعر، وتزيين البيوت. كل هذه الطقوس لها نكهتها وأهميتها الخاصة. وإن اختلفت طقوس العيد بين بلد وآخر، فإنها جميعها ولدت من رحم إحياء شعيرة إسلامية مقدسة، تتميز بالثراء في مظاهرها وطقوسها وآليات التعبير عنها.

ولعل المجتمع الحلبي يتميز بالتعبير عن نفسه من خلال طقوس وعادات العيد الخاصة به، والتي يحدثنا عنها حسان خوجة، باحث ومؤرخ، من خلال محورين أساسيين: الأول هو الاستقبال والمعايدة.

أوضح خوجة أن المجتمع الحلبي يتميز بالربط المباشر بكل ما يتعلق بالعيد، فبمجرد الإعلان عن ثبوت رؤية هلال شوال وإطلاق المدافع، يبدأ أول طقس في العيد وهو صلاة العيد في مسجد الحي. ويبدأ تبادل التهاني والمعايدات، ويزور الرجال المقابر لقراءة الفاتحة على موتاهم. وبعد العودة من “الجبانة”، يجتمعون عند كبير العائلة لمعايدته وتهنئته بالعيد، ومن ثم تبدأ الزيارات بينهم من باب الاحترام والواجب لمعايدة الجميع دون استثناء.

عند الزيارة، تُقدم للضيوف حلويات العيد مثل معمول وكرابيج وغريبة وغيرها، بينما يكون الاستقبال في بعض البيوت من خلال تقديم مائدة عامرة بأطايب الطعام مثل “يبرق، فريكة، محاشي وكبب”، لاسيما في بيت كبير العائلة. ويخصص وقت لمعايدة وجهاء المدينة وتقديم التهاني والمباركات لهم بحلول عيد الفطر.

كما جرت العادة، فإن اليوم الأول يُخصص لمعايدة أهل الزوج، والثاني لأهل الزوجة، وهكذا يتم تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب طيلة أيام العيد.

الطعام والعيدية: إرث يمتد لمئات السنين

يقوم الرجال بالتبضع للعيد من خلال شراء اللحم، الخضروات، والفواكه، وضيافات العيد. وتعد النسوة ما لذ وطاب من أصناف الطعام لاستقبال الزوار أيام العيد، حسبما ذكر خوجة. وتزخر المائدة الحلبية بكافة الأصناف من الأطباق المعروفة، وتكثر الولائم والعزائم في العيد. ومن باب الفكاهة، تزداد كذلك حالات الشكايات المعدية، نظرًا للانتقال السريع بين الصوم والإفطار.

أما العيدية، فهي من أهم أركان العيد، حيث يبدأ الأطفال بجمع عيدياتهم من الأقارب والأجداد والأخوال والأعمام، ويعود كل طفل محملًا بالألعاب والهدايا. يقضون يومًا حافلًا بالفرح والبهجة، واللعب بألعاب العيد مثل “الأراجيح، والدولاب، والألعاب النارية”. ما يجعل من العيد مسرحًا كبيرًا قادرًا على احتواء كافة التباينات الاحتفالية بمختلف ميولها وأنواعها. ويعد التمسك بطقوسه مسألة في غاية الأهمية؛ لأنه إرث ثمين يتركه الأجداد للأجيال القادمة لتعيش لذة وحلاوة بهجة العيد.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار