بقلم :محمد سلام حنورة
في قلب الجنوب السوري، وعلى قمم جبالها الشامخة، تنبض السويداء بحب الوطن كما فعلت دائمًا.
لم تكن يومًا خارج سور سوريا، بل كانت وما زالت طليعة في معارك التحرر والكرامة.
السويداء ليست مجرد محافظة، إنها قلب نابض بالوفاء والانتماء، وأرض ولّادة للرجال الأحرار، ممن علّمونا أن الوطن ليس مجرد شعار نرفعه، بل دم يجري في العروق.
من الشمال إلى الجنوب، صرخ السوريون بوجه الظلم، وتوحدت قلوبهم رغم الجراح.
اليوم، حين نتحدث عن سوريا، فإننا لا نتحدث عن جغرافيا ممزقة أو طوائف متناحرة، بل عن شعب واحد، يتنوع بثقافاته، ويتكامل باختلافاته، لكنه لا يقبل إلا أن يكون موحدًا.
الوحدة ليست أمنية، بل قدر خطّه التاريخ، وارتوى من دماء من ضحّوا ليبقى الوطن.
وفي هذا السياق، نؤكد أن من يروّج للتقسيم أو الانفصال لا يمثل السويداء ولا إرثها النضالي. السويداء كانت وستبقى وفية لتضحيات سلطان باشا الأطرش، الذي لم يرفع راية طائفية، بل راية الثورة السورية الكبرى، جامعًا حوله أبناء الوطن من كل أطيافه، مدافعًا عن حرية سوريا بأكملها.
لن نسمح بتقسيم وطن قدّسه الشهداء بدمائهم. التقسيم خيانة لذاك الطفل الذي هتف في وجه الديكتاتورية، ولتلك الأم التي ودّعت أبناءها على أمل مستقبل أفضل. من يحاول عزل السويداء عن سوريا، لا يعرف تاريخها، ولا يسمع نبض أهلها الذين يردّدون اليوم كما في الأمس: سورية لأبنائها الحقيقين وليس لمن ارتبطوا بالخارج
سوريا لا تبنى بالحدود المصطنعة، ولا بالكانتونات الطائفية، بل تبنى بوحدة أبنائها من القامشلي إلى درعا، من إدلب إلى السويداء. كما قاوم أجدادنا الاستعمار، علينا اليوم أن نقاوم محاولات الانفصال والتفتيت. فهذه الأرض، بكل تضاريسها ولهجاتها، لا تعرف إلا أن تكون واحدة، كما أرادها أحرارها، وكما ستعود حرة موحدة بسواعد أبنائها.
الوطن يجمعنا.. والحرية وحدها تليق بسوريا.