بقلم : محمد الشيخ..
إن توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الأمر التنفيذي بإنهاء برنامج العقوبات المفروضة على سورية يعطي زخماً قويًّا ولافتاً للحركة النشطة جدّّا التي تشهدها سورية على مسار التعافي، وتسريع دوران عجلة التنمية ، والنهوض في شتى الميادين.
بيان البيت الأبيض بشأن ذلك جاء تحت عنوان مميز ” منح سورية فرصة للنجاح ” تضمن التزام واشنطن دعم سورية مستقرة وموحدة ، وفي سلام مع نفسها ، ومع جيرانها ، وهذا يشكل رسالة تحذير قوية ، وردع صارمة لجهات خارجية وداخلية تسعى جاهدة بكل الطرق الخبيثة والدنيئة، المكشوفة والمفضوحة إلى محاولة استهداف الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الوطني والتفتيت والتقسيم.
إن ذلك يذكرنا بما أكد عليه بشكل صريح وجليٍّ لا يحتمل التأويل وسوء الفهم والتقدير المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية توماس باراك في تصريحه الأخير بأن واشنطن تعترف فقط بحكومة دمشق وهي الجهة الوحيدة التي تتواصل معها ، وشجع الأطراف الداخلية بمختلف مكوناتها على وجوب الإسراع بالتواصل والتعاون معها والاندماج فيها ، وعدم الرهان والتعويل والتعلق بأوهام الدعم العابر للحدود ومحاولات التأليب والتحريض.
وإن آخر تصريح للمبعوثة البريطانية إلى سورية يأتي متناغماً في هذا السياق حيث تؤكد دعم بلادها لاستقرار سورية ، والالتزام بدعم استعادة نشاط المؤسسات الحيوية فيها.
إن القرار يأتي بمثابة صك اعتراف وتأييد وإشادة بالتغييرات والخطوات المتميزة التي اتخذتها الحكومة السورية بعد إسقاط النظام القمعي، مما يفتح آفاق عمل عريضة ومتنوعة في ظل مستقبل مستقر وآمن ومشرق يتطلع إليه السوريون بأطيافهم الواسعة.
ومن النتائج المثمرة والمفاعيل الهامة القريبة للقرار أيضاً السماح بتصدير السلع والتكنولوجيا ، ودخول المساعدات الخارجية ، وتقديم البنوك الأمريكية القروض لسورية ، الأمر الذي سيسهم بشكل مباشر في دفع عجلة الاقتصاد ، وتحسين قيمة الليرة السورية أمام الدولار ، وتحسين الأوضاع المعيشية، وتسهيل إدخال المواد الأولية اللازمة للصناعة ، والتعجيل بإقامة مرافق حيوية ، وترميم المباني والمنازل ، وتشييد تجمعات سكنية تضم أعداداً كبيرة من المنازل مما يؤمن العودة السريعة والكريمة للنازحين في المخيمات ، واللاجئين في بلاد الاغتراب إلى مدنهم وقراهم.
وهذا سيعطي زخماً جديداً وهائلاً لحركة الاستثمارات الخارجية التي تتقاطر وتتسابق بكثافة الى سورية ، وليس آخرها توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة الإعلام وشركة المها الدولية لإنشاء مدينة بوابة دمشق للإنتاج الإعلامي والفني ، وما سبقها من عقود ضخمة ، ومنح مالية ، ومن موارد طاقة مقدمة من دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة ، ومن جهات دولية لدعم القطاعات الحيوية وخاصة الكهرباء التي ستشرق أنوارها في ازدياد واطراد خلال الأيام المقبلة لتبدد ظلمة ووحشة العتمة،وتضع حدًّا لتحكم واستغلال وجشع مشغلي الأمبيرات الذين يستنزفون أموال الناس.