بقلم جهاد جمال……
في ظل التصعيد الأخير الذي تشهده محافظة السويداء من تحركات مسلحة لفصائل خارجة عن القانون أظهرت الحكومة السورية قدراً كبيراً من الصبر والحكمة في تعاملها مع الأحداث متمسكة بثوابتها الوطنية وحرصها على تجنيب المدنيين أي مواجهات أو توترات دموية. إذ لم تلجأ إلى الحسم العسكري رغم حجم الانفلات الأمني بل راهنت على الحلول السياسية والتواصل مع وجهاء المجتمع المحلي والعقلاء داخل المحافظة حرصاً منها على استقرار المنطقة وعلى وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
الفصائل التي تعمد إلى تعطيل عمل مؤسسات الدولة والاعتداء على المقرات الرسمية وفرض منطق القوة على المواطنين تحاول تقديم نفسها كقوة أمر واقع متجاهلة حقيقة أن سلاحها غير شرعي وأنها لا تمثل تطلعات أبناء المحافظة بل تزيد من معاناتهم اليومية.
ومع ذلك فإن الحكومة الجديدة لم تسقط في فخ الاستفزاز بل تعاملت بمنطق الدولة الراعية التي تضع أمن الناس فوق كل اعتبار وتفتح أبواب العودة إلى الصواب لمن ضل الطريق.
السويداء التي لطالما كانت جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني السوري تستحق أن تعود إلى حضن الاستقرار والتعافي بعيداً عن الشعارات الزائفة التي تطرحها جماعات مدفوعة بأجندات خارجية.
الحكومة السورية بإصرارها على ضبط النفس تؤكد أن المواجهة مع الفلتان الأمني لا تعني الصدام مع الأهالي بل حماية الأهالي من عبث السلاح المنفلت ومن مشاريع التقسيم والفوضى.
إن صبر الدولة السورية على ما يجري في السويداء ليس ضعفاً بل تعبير عن قوة منطقها وتمسكها بالحلول الوطنية من أجل وطن واحد لكل السوريين الشرفاء .
#صحيفة_الجماهير