من يصطادون في الماء العكر  السويداء ليست ساحة لتصفية الحسابات

بقلم مصطفى الدناور ….

في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة السورية فتح أبواب الحوار أمام الجميع وفض الاشتباك المسلح في مدينة السويداء واحلال الامن والاستقرار فيها يصر البعض من الصفحات والمواقع الإعلامية على الاصطياد في الماء العكر متخذين من أحداث السويداء مادة للتحريض والتضليل متجاهلين عمدًا نداءات الدولة السورية المتكررة والداعية إلى العودة للعقل والمنطق والحفاظ على أمن المحافظة وسلامة أهلها

هذه الأصوات الإعلامية التي تنشر أخبارًا مجتزأة أو مشوهة وتحاول إظهار الدولة بمظهر العاجز أو الظالم إنما تنفخ في نار الفوضى وتخدم مصالح لا تمت بصلة لمصلحة أبناء الجبل بل تسعى لاستثمار الألم والمعاناة والتوتر في أجندات سياسية باتت مكشوفة لدى الجميع فهم لا يذكرون بيانات الدولة ولا يشيرون إلى حرصها على عدم الانجرار إلى العنف ولا يتوقفون عند قيام الوجهاء التواصل مع القيادة السورية لمرات و مرات لمنح أولئك العبثيين المزيد من الفرص للعودة إلى جادة الصواب

لكن ورغم كل هذه المساعي لم تتوقف بعض الشخصيات من داخل المحافظة عن تأجيج الفتنة واللعب بالنار متسلحين بخطاب عدائي وتحريضي ضد الدولة السورية و في مقدمتهم بعض الشخصيات الروحية والتي باتت معروفة للجميع بتجاوزها لدورها الديني والانخرط في عملية تحريض سياسي واضح مستندًين إلى دعم خارجي وتحركات مشبوهة لم تراع لا وحدة البلد ولا دماء السوريين ولا مصلحة أبناء السويداء

إن من يعبث اليوم بمصير السويداء سواء بالسلاح أو بالكلمة يتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية أمام جيل كامل من أبناء المحافظة والذين يمكن أن يدفعوا ثمن هذه المغامرات الفردية والفوضى الإعلامية من أحلامهم وآمالهم

فالدولة التي صبرت كثيرًا وتجنبت التصعيد لا تفعل ذلك إلا إيمانًا منها بأن الحل في السويداء يجب أن يكون سوريًا ووطنيًا وسلميًا بعيدًا عن الدم وبعيدًا عن تزييف الصورة عبر صفحات صفراء تستثمر في الخراب

السويداء ليست مساحة للابتزاز ولا ورقة للمقايضة بل جزء عزيز من جسد الوطن وما تقوم به الدولة السورية من ضبط للنفس ومحاولات لاحتواء الأزمة بالحكمة هو فعل قوة لا ضعف ودرس في إدارة الأزمات دون السقوط في فخ التحريض والاستفزاز الذي تروج له أبواق مأجورة لا تعرف من الوطنية سوى شعارها المزيف.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار