حسن أسعد ……
من المؤسف أن نرى في لحظة مفصلية من تاريخ الوطن بعض الأصوات الإعلامية التي كانت تحسب يومًا على صف الوطن تصطف إلى جانب عصابة خارجة عن الدولة تتلطى خلف شعارات زائفة وتستقوي بالعدو الصهيوني لتمرير مشروعها التخريبي والانفصالي إنها خيانة موصوفة لا تحتاج إلى تفسير خيانة للوطن وللشعب وللتاريخ وللشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن وحدة سوريا
ما يثير القلق أكثر أن هذه الأصوات لم تأت من هامش الإعلام بل من قلبه من أولئك الذين طالما تغنوا بالوطنية والثورية والحرية فجأة تساقطت أقنعتهم وظهر الحقد الطائفي الكامن في خطابهم وباتت المنابر الإعلامية التي يتصدرونها أبواقًا للتحريض على الفتنة والانقسام
الأخطر من ذلك أن هذه الحملة الإعلامية الممنهجة بدأت تتسع أفقيًا وعموديًا لتشمل فئات من المثقفين والمشتغلين في الوسط الإعلامي ممن يدعون الدفاع عن الحريات فيما هم في الواقع يبررون القتل ويبررون الخيانة ويغسلون وجه الانفصال بماء التحليل السياسي المزيف
وليس غريبًا أن نجد من بينهم من يتصدر مشهد الإعلام السوري في الخارج أو من يدير منصات إعلامية باسم المهنية فيما يمارس بشكل فج الاصطفاف مع قوى الانفصال والعصابات المسلحة بل إن بعضهم لم يتورع عن نشر خطاب ديني وسياسي طائفي خبيث الهدف منه تأجيج نار الفتنة .
هؤلاء الإعلاميون لا يمكن تصنيفهم إلا بأنهم شركاء في الجريمة الإعلامية بحق الوطن وهم الذين اختاروا طريقهم وانحازوا للضلال عن سابق إصرار مرددين خطابًا لا يختلف كثيرًا عن تلك العبارات القديمة التي تبرر كل انحراف بحجة الاقتداء بأشخاص خانوا الوطن
رفعت الأقلام وجفت الصحف وما عاد هناك عذر لهؤلاء فقد حسموا خيارهم وارتضوا الخيانة نهجًا بينما الوطن باق برجاله ومؤسساته وأمنه ووحدته التي لن تنال منها خياناتهم الإعلامية مهما علا ضجيجها.
#صحيفة_الجماهير