بقلم: محمد الشيخ سجل التاريخ لأهل السويداء صفحات مشرقة في التحلي بالوطنية والأصالة والشجاعة والرجولة والشهامة والمروءة والكرم. ومن ظلال الجبل الأشم سطعت أسماء قامات وطنية بمختلف الاختصاصات يشار إليها بالبنان ، وقد تركت بصمتها المتميزة بأحرف من نور في تاريخ الوطن ووجدان وذاكرة الشعب السوري . اليوم ـ وللأسف الشديد ـ هناك أبناء عاقُّون من تلك المحافظة انحرفوا عن تلك المسيرة المشرفة، وتخلّوا عن السجايا والخصال الفاضلة، فشكّلوا وصمة عار على جبينها، إنهم قلة مارقة اختطفوا السويداء بقوة السلاح المأجور، والاستقواء بأعداء الوطن، والاستعانة بأعداد كبيرة من فلول النظام البائد ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين، والذين ستطالهم العدالة الانتقالية عاجلاً أم آجلاً. إنه المدعو حكمت الهجري ـ ولا فخرـ وزمرته وأزلامه الذين يمثلون بأقوالهم وأفعالهم أعلى درجات الكذب والخداع والغدر والحقد والانتقام والتحريض الطائفي البغيض، وفوق ذلك كله الخيانة والعمالة للكيان الصهيوني الغاصب. لقد أصبحوا بيدقاً صغيراً حقيراً في المشروع الصهيوني التوسعي على حساب شرذمة وتفتيت عدة دول ومنها سورية جرياً لاهثاً خلف تحقيق الحلم الموعود “حدودك يا إسرائيل من الفرات الى النيل ” ، حيث يمثل مايعرف بـ ” ممر داوود ” الخطوات التطبيقية الأولى له بمحاولة وصل الأراضي الفلسطينية المحتلة بشمال العراق مروراً بأجزاء واسعة من عدة محافظات سورية . الخسيس الهجري يزعم أنه رئيس طائفة، لكنه بتصرف كرئيس عصابة مارقة، وشيخ عقل غير أنه بعيد جدا عن العقل والمنطق والحكمة، يحاول دون هوادة، ودون رادع من أخلاق أو ضمير أن يزج بالطائفة الدرزية الكريمة في صراع دام مع الأغلبية الساحقة للشعب السوري، مُهمِّشاً ومُقصِياً لمواقف وآراء النسبة الأكبر من أهالي السويداء من رجال دين ورجالات وطنية ونخب فكرية ووجوه اجتماعية ومدنيين يعارضون نهجه الشاذ الذي جلب الكوارث والعار للمحافظة . إن ما اقترفته عصابات الهجري من جرائم فظيعة؛ غدر، قتل بطرق مروعة كالذبح وقطع الرؤوس والتنكيل وحرق الجثث.. وتعذيب وحشي لأطفال ونساء ومسنين، والانقلاب المتكرر على المواثيق والاتفاقيات، وحرق منازل، وتهجير وتطهير عرقي …يذكرنا بما ارتكبته العصابات الصهيونية الهاجانا وشتيرن بحق الشعب الفلسطيني بهدف إفنائه وطرده من أرضه. يسير على خطا العميل الرخيص” قائد جيش لبنان الجنوبي” أنطوان لحد، وسيلقى نفس المصير من التخلي عنه بعد الانتهاء من استغلال ورقته ودوره القذر، لحد هذا انتهى به المطاف عاملاً ذليلاً في مطعم إسرائيلي، فأي مصير وخيم ينتظر الهجري ومرتزقته، وأية سمعة سيئة ستلاحقهم في عقول وذاكرة الأجيال وثنايا الكتب؟ إن سورية هي واحدة موحدة تقودها حكومة مركزية تتكفل في بسط الأمن، وملاحقة الخارجين عن القانون، ومحاسبة المجرمين، وتقديم أفضل الخدمات، وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم والعدالة والمواطنة والمساواة بين جميع أبنائها، إنها غير قابلة للقسمة والمحاصصة، هذا هو خيار شعبها بسواده الأعظم، وقيادتها وحكومتها وقواها العسكرية والأمنية، وإن مشاريع الفتنة والتآمر ستلقى الفشل الذريع والخيبة الكبرى لا محالة.