بقلم مصطفى الدناور …..
من قلب العاصمة تنطلق فعاليات معرض دمشق الدولي لتعلن أن سوريا لا تعود إلى ما كانت عليه بل تتقدم بثقة نحو ما يجب أن تكون عليه دولة ناهضة واقتصاد متعاف ومجتمع يؤمن بالشراكة لا بالولاء وبالإنتاج لا بالاحتكار
المعرض لا يقدم مجرد أجنحة أو منتجات بل يعكس تحولاً في الرؤية نحو وطن ينهض من بين الركام مستنداً إلى إرث حضاري عميق لا يقبل التزوير وإلى طاقات بشرية مصممة على البناء فالمشاركة هنا ليست تجارية فقط بل ثقافية ووطنية وإنسانية تمثل إرادة شعب قرر أن يعرف الآخر بنفسه لا أن يترك صورته بيد من تاجر بها
ما يميز هذه الدورة أن سوريا لا تكتفي بعرض صناعاتها وزراعتها بل تفتح أبوابها لفرص حقيقية عبر قوانين جديدة وتشريعات تتيح للمستثمرين المشاركة في مشروع وطني جامع يعيد رسم ملامح الاقتصاد على أساس من العدالة والكفاءة لا على قاعدة الامتيازات أو التبعية
المناطق الصناعية تعود إلى الحياة بجهد جماعي وتسهيلات حكومية والقطاع الزراعي يبدأ نهوضه من الأرض التي بقيت وفيّة لأبنائها ومع كل نهضة صغيرة في معمل أو مزرعة يكتمل المشهد الكبير لسوريا المنتجة المتحررة من عبء الماضي وثقله
المعرض في هذا السياق ليس فعالية سنوية فحسب بل محطة فارقة تعبر عن لحظة تحوّل تعيد لسوريا حضورها الثقافي والاقتصادي وتفتح الطريق نحو علاقات متوازنة مع الداخل والخارج عنوانها التعاون والمصالح المشتركة لا الاصطفاف أو العزلة
هكذا تتحول ساحة المعرض إلى مساحة للحوار بين سوريا والعالم وإلى رمز لسوريا الجديدة التي تبني وطنها بيدها وتكتب مستقبلها بإرادتها
#صحيفة_الجماهير