حينما يتحول الشعار إلى بوابة للخيانة

بقلم محمد مهنا ……

الأحداث التي جرت في السويداء لم تكن مجرد احتجاجات عابرة بل حملت معها رسائل خطيرة بعد أن رُفع علم الاحتلال الإسرائيلي في قلب الساحات.

هذه اللحظة شكّلت فاصلاً بين من يعبر عن معاناة الناس ومطالبهم المحقة وبين من يحاول تمرير أجندة خارجية تحت عناوين براقة كـالحرية وتقرير المصير

المفارقة أن الحديث عن تقرير المصير بهذا الشكل يتقاطع مع الخطاب الإسرائيلي نفسه الذي طالما حاول إقناع العالم بشرعية وجوده على أنقاض شعب آخر.

وهنا يطرح التساؤل التالي نفسه هل يُعقل أن تتحول أصوات من داخل سوريا إلى صدى لعدو تاريخي ارتكب المجازر بحق العرب والفلسطينيين؟

إن رفع علم إسرائيل في أي ساحة سورية لا يمكن النظر إليه كفعل بريء أو تعبير احتجاجي  بل هو انحياز صريح لمشروع تقسيمي يتجاوز هموم الأهالي اليومية ليلامس مصالح الاحتلال. لذلك فإن التمييز واجب بين من يعبر عن مطالب محلية صادقة وبين من يستقوي براية غريبة ليمنح شرعية لعدو لطالما اعتدى على الأمة وقتل أبناءها .

ومن هنا يصبح ضرورياً التأكيد على أن الغالبية العظمى من أهالي السويداء هم أبناء وطنيون متمسكون بانتمائهم السوري وأن ما يُحاك باسمهم لا يمثلهم بل يمثل أقلية تسعى إلى جرّ المحافظة نحو مشروع تفتيتي يتقاطع مع الخيانة. هذا التمييز ضروري حتى لا يُختزل مجتمع كامل في صورة مشوهة فرضها أصحاب أجندات مرتبطة بالخارج

بالمحصلة ما جرى في السويداء كشف أن بعض الشعارات ليست سوى أقنعة لمشاريع أخرى وأن كل من يرفع راية إسرائيل إنما يضع نفسه في مواجهة هوية سوريا ووحدتها حتى لو حاول أن يختبئ وراء عبارات “الحقوق” و الحريات والمصير .

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار