السويداء بين الغضب المشروع وخيار الخيانة

 

بقلم جهاد جمال ….

من حق أبناء السويداء أن يغضبوا ومن حقهم أن يعارضوا السلطة ويطالبوا بما يريدون تحت سقف الوطن فهذا خيار وطني أصيل لكن ما لا يمكن تبريره ولا تمريره هو رفع علم الكيان الصهيوني في قلب المدينة فهذه ليست قضية طارئة ولا حادثة عابرة بل مسار مقصود تم فرضه بالقوة بفعل العصابات المرتبطة بإسرائيل وعلى رأسها جماعة الهجري التي حولت الساحات إلى منابر لخيارات تتناقض مع تاريخ الجبل ومع تضحيات أبنائه

الأخطر أن بعض المنابر الإعلامية التي تتخفى وراء شعارات الحياد والحرية لم تكن سوى أبواق مأجورة تُدار وتُموَّل من الكيان الصهيوني نفسه لتزييف الوعي ودفع الناس نحو القبول برموزه وأعلامه.

هذه المنابر لعبت الدور الأخطر إلباس الخيانة ثوب الثورة وتقديم الاختراق الصهيوني وكأنه خيار شعبي بينما الحقيقة أنه اختراق مدفوع الثمن لا أكثر

اليوم، على مثقفي السويداء ورجالها الوطنيين أن يقولوا كلمتهم بوضوح أن يضعوا خطًا فاصلًا بينهم وبين من اختار الخيانة منهجًا وأن يستعيدوا صوت الجبل من محاولات التشويه. الساحة التي سُمّيت بساحة الكرامة لا يليق أن تبقى حاملة لهذا الاسم وهي تُرفع فيها رموز الاحتلال فالكرامة ليست كلمة بل فعل مرتبط بحب الوطن .

والصراع على الرموز ليس تفصيلًا ثانويًا بل هو جوهر المعركة على هوية المكان ومعناه

من هنا لا بد من إعادة تعريف الخطوط الحمراء معارضة و مخالفة ونقد السلطة حق مشروع أما التلويح براية الكيان الصهيوني فوصمة عار لا يمكن غفرانها وخيار وطنيي السويداء اليوم أن ينتصروا لتاريخهم ضد عصابة الهجري وأن يستعيدوا ساحة الكرامة لتكون فعلًا ساحة للكرامة لا منصة للخيانة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار