بقلم: حسن أسعد ..
بعد مرور 12 عاماً على ارتكاب مجـزرة الكيماوي في الغوطة، وبينما كان الضحايا يُدفنون أحلامهم وتطلعاتهم ومستقبلهم في مقبرة جماعية، بعد أن كفنهم النظام البائد بأكفان من غاز السارين القاتل ومشتقاته من مختلف الغازات السامة، كانت أرواحهم تعلو إلى السماء، لتستقر بجوار ربها في جنات الخلود، وتُخبر الله بما فعله بهم أولئك القتلة الوحوش الذين تخلّوا عن كل صفات الإنسانية.
وتركوا لنا جراحًا غائرة في النفس البشرية، ولطخة عار على جبين الإنسانية.
جراحًا تتجسد في تساؤلات جوهرية:
من سيحاسب هؤلاء القتلة المجرمين؟ وأي عقاب سينزل بهم؟
من سيحاسب الذين أيّدوا القاتل وسَتروه أثناء مجزرته؟ والأهم من برّر وتنكّر لهذه المجازر التي لم يُسجّل التاريخ مثلها إلا في الحرب العالمية الثانية، عندما استخدم الأمريكان – مدّعي الإنسانية والحضارة – السلاح النووي ضد اليابان؟
نحن على ثقة بأن المحاسبة ستطالهم، وأن العقاب نازل بهم لا محالة، وقد بدأنا نتلمّس خطوات وإجراءات على طريق تحقيق العدالة.
وهنا نؤكد على أهمية تسريع إجراءات المحاسبة، فهو مطلب إنساني ودولي وحضاري، قبل أن يكون مطلبًا لأهالي الضحايا وذويهم، وللضحايا أنفسهم، الذين لن تنعم أرواحهم بالسكينة والخلود دون أن يتحقق العدل.
سلامٌ على أرواح ضحايا مجزرة الكيماوي، وعلى كل شهداء سورية، حتى يفنى السلام… ومحال أن يفنى السلام.
#صحيفة_الجماهير