بقلم: جهاد جمال …
في ذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطة يتجدد الألم وتعود الذاكرة السورية إلى واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق المدنيين العزّل حين أطلق غاز الموت على أحياء مكتظة بالسكان فاختنقت الأرواح وغابت آلاف الأنفاس في لحظات قليلة أمام أعين العالم الصامت الذي اكتفى حينها ببيانات تنديد خجولة وتركت الغوطة لمصيرها لقد أراد النظام آنذاك أن يكسر إرادة الناس وأن يحول أصوات الحرية إلى صمت أبدي لكنه لم يدرك أن الدم لا يزول وأن الذاكرة لا تموت وأن ما جرى صار وثيقة دامغة على إجرامه لن يمحوها إنكار ولا تزييف في هذه الذكرى تبرز صور الأطفال الذين رحلوا وهم نائمون على أسرّتهم والنساء اللواتي فارقن الحياة وهن يحاولن حماية صغارهن وكبار السن الذين غابوا بلا دواء ولا إنقاذ لتبقى المأساة علامة سوداء في تاريخ الإنسانية جمعاء ومع مرور السنين لا تزال أرواح الضحايا وذووهم يصرخون بوجه العالم مطالبين بالقصاص من المجرمين وعلى رأسهم دنب الكلب بشار الأسد الذي خط بدماء الأبرياء صفحة لن تُمحى من تاريخ الجريمة الإنسانية الكبرى ولن يكون للضحايا راحة حتى يُساق القتلة إلى محكمة عادلة تنصف الدماء وتعيد الكرامة للأرواح التي رحلت اختناقاً تحت غاز الموت.
#صحيفة_الجماهير