في ذكرى استشهاد الصحفي مصعب العودة الله

جهاد جمال….

يستحضر السوريون صورة الشاب الذي حمل قلمه وعدسته ليواجه بهما رصاص القمع وإرهاب السلطة فكان شاهداً على الحقيقة وصوتاً للناس الذين خرجوا يطالبون بحريتهم وكرامتهم لم يعرف مصعب أن الكاميرا التي وثقت جرائم النظام ستكون شاهدة أيضاً على رحيله لكنه آمن أن الكلمة الحرة تستحق أن تُدافع عنها الأرواح وأن ثمن الحرية لا يُقاس إلا بدماء من اختاروا الوقوف إلى جانب شعبهم

لم يكن مصعب العودة الله وحده من خط اسمه في سجل الصحافة السورية فقد سبقته ولحقته أسماء كثيرة من الصحفيين والمصورين والنشطاء الإعلاميين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لكشف الحقيقة فمع انطلاق الثورة السورية تحولت الكاميرا والقلم إلى سلاح يخشاه النظام البائد أكثر من أي شيء آخر فلاحق الصحفيين بالقتل والاعتقال والتعذيب كي يطفئ الضوء الذي سلطوه على الجرائم والمجازر لكن دماءهم كانت وقوداً لذاكرة السوريين وأيقونة تلهم أجيالاً جديدة من الإعلاميين

لقد شكّل استشهاد هؤلاء الإعلاميين ركيزة أخلاقية ومهنية في مسار الثورة السورية إذ أثبتوا أن الصحافة الحرة ليست ترفاً ولا مهنة عابرة بل مسؤولية تاريخية ورسالة إنسانية فكل صورة بثها شهيد وكل تقرير كتبه كان بمثابة صرخة في وجه الظلم ورمز لصمود السوريين أمام آلة القمع ورغم مرور السنوات بقيت تضحياتهم حاضرة في وجدان الشعب ورافعةً لقضية الحرية والعدالة

إن ذكرى مصعب العودة الله وكل زملائه الشهداء هي تذكير بأن الكلمة الصادقة لا تُقهر وأن دماء الصحفيين الذين ارتقوا في الثورة السورية ستبقى شاهداً على أن الحق لا يموت وأن الحرية تُكتب بأقلام الأحرار وتُروى بدمائهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار