بقلم: جهاد جمال..
في اللقاء الأخير للرئيس أحمد الشرع مع قناة الإخبارية السورية تبلورت فكرة أساسية تصلح أن تكون عنوانًا للمرحلة المقبلة وهي أن أي سلطة سياسية لا يمكن أن تنجح أو تكتسب شرعيتها ما لم تقم بمهمتين جوهريتين: حماية الناس والسعي لتأمين أرزاقهم. هذه المعادلة التي طرحها الرئيس تختصر فلسفة الحكم الرشيد إذ إن الحماية لا تقتصر على الجانب الأمني فحسب بل تشمل أيضًا حماية المجتمع من الفوضى والفساد والتجاوزات التي تهدد استقراره بينما تأمين الأرزاق يعني العمل الجاد على توفير بيئة اقتصادية منتجة تتيح للمواطن أن يعيش بكرامة وأن يجد قوت يومه بعيدًا عن العوز أو الحاجة.
الشرع أشار بوضوح إلى أن السلطة التي تنشغل بالسياسة الخارجية أو بالشعارات على حساب الحاجات الأساسية للناس سرعان ما تفقد ثقة مواطنيها لأن معيار النجاح الأول يتمثل في الأمن والاستقرار المعيشي.
ومن هذا المنطلق فإن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا على إعادة تنظيم الاقتصاد وتشجيع الزراعة والصناعة وخلق فرص عمل جديدة وهو ما ينعكس مباشرة على تحسين مستوى المعيشة وتعزيز شعور المواطن بالاطمئنان لمستقبله.
هذه الرؤية تحمل دلالات عميقة فهي تضع المواطن في قلب المشروع الوطني وتؤكد أن الدولة الحقيقية هي التي تحيط شعبها بالرعاية والحماية وتفتح أمامه أبواب الرزق والعمل والإنتاج.
وبهذا الطرح يكون الرئيس الشرع قد رسم ملامح علاقة جديدة بين السلطة والشعب تقوم على المسؤولية المتبادلة حيث يلتزم المواطن بالعمل والبناء فيما تلتزم الدولة بالحماية والضمان الاقتصادي.
إنها معادلة تبعث على الأمل بمرحلة أكثر استقرارًا وعدالة وتجعل من حماية الناس وتأمين أرزاقهم حجر الأساس لأي مشروع وطني ناجح.
#صحيفة_الجماهير