السنة التحضيرية للكليات الطبية .. واقع مفروض يجب إعادة النظر ببعض مخرجاته العلمية .. الطلاب : التحضيرية بمثابة إعادة للثانوية
الجماهير – رضا الأحمد
هدفت السنة التحضيرية إلى قبول الطلاب في الكليات الثلاث (الطب البشري – طب الأسنان – الصيدلة) وفق الميول للاختصاص.
ولكن هل حققت هذه التجربة بعد سنوات الغاية في تطبيقها أم أنه وكالمعتاد في كل حالة تقف الصعوبات عثرة في إنجاح الهدف.
أسئلة واستفسارات تحيط بالتجربة سواء من الكادر العلمي أم الطلابي ولكن يبقى الفائز معاهد الظل التي كان لها النصيب الأكبر في استقطاب الطلبة لتحقيق ربح مادي بغياب شرعنة الحالة.
فهذا الواقع المعلن الذي آلت إليه الحالة التعليمية للكليات الأوائل, ما هي مسبباتها، هل في المقررات، أم في تثقيل المواد، أم ضخامة المقررات وغياب تنوعها بما يتلاءم مع الكليات الثلاث ؟ وغيرها من الأسباب التي استوضحناها في حوارنا مع الطلبة والمعنيين في جامعة حلب.
آراء الطلبة
البداية كانت مع الطلبة للوقوف عند الآراء لشرائح متعددة منها للسنة التحضيرية والعابرون منها للسنة الثالثة والرابعة أيضاً وطلاب السنة الخامسة الذين لم يخضعوا لها وكان لهم رأي في هذا الجانب.
الطالب محمد مجد الدين مقرش سنة تحضيرية حاصل على المركز التاسع على مستوى محافظة حلب في الثانوية العامة قال:
إن السنة التحضيرية ظلمت أصحاب المجاميع وأعطت فرصة لأصحاب المجموع الأقل، إضافة لذلك درسنا لنصل لأعلى معدل وكنا نتمنى أن نسجل الفرع الذي نرغب مباشرة, ولكن بخضوعنا للسنة التحضيرية نرى كأننا ندرس في مرحلة (البكالوريا) ولا نعرف في أي كلية سنتخصص.
وأضاف زميله مجد الدين صبحان: إن المقررات ضخمة وضرب مثالاً عن مادة الفيزياء إضافة إلى الأخطاء في العديد من المقررات والتي صدرت لها ملحق ولكن دون النظر بإعادة التصحيح بالطباعة الأساسية للمقرر.
الطالب مارك حداد قال: طب الأسنان لا مقرر له في التحضيري ومعظم المقررات للطب البشري, متسائلاً عن سبب خضوع الطلاب للامتحان العملي الذي لا يدخل ضمن علامات الفرز.
كما أكد محمد مشهداني على ضخامة المقررات ودراسة مواد لا علاقة لها بالتخصص مثل تاريخ العلوم الطبية التي تفيد المتخصصين فقط وأيده الرأي الطالب محمد حجي حمود والطالبة مريانا درمشيان.
وعن المقترحات أكد جميع من التقيناهم أن السنة التحضيرية لها بعض الجوانب الإيجابية لو أعيد النظر بضخامة المقررات من جهة والبحث عن مقررات أخرى تفيد التنوع العلمي للكليات الثلاث ولكن النسبة العظمى وفق الآراء غير راغبين بالخضوع لهذه التجربة والقليل منهم أيد الفكرة.
مرح عبد العزيز سنة ثالثة طب أسنان قالت:
إن السنة التحضيرية لم تقدم معلومة مفيدة لطلاب طب الأسنان والصيدلة, فالمقررات تخدم الطب البشري.
ريم حجازي سنة رابعة طب أسنان من الدفعة الأولى للسنة التحضيرية لفتت إلى أن عدم احتساب علامة العملي مع النظري فيها ظلم للطلاب وطالبت بإدراج علامة العملي كون الطلاب يخضعون للامتحان فيها, إضافة لضرورة إعادة النظر بالمقررات وضخامتها.
بشار ذكور كان له رأي بأن السنة التحضيرية تشبه إعادة الثانوية والفرق بين الطب البشري والأسنان والصيدلة كبير جداً وهناك إعادة للعديد من المواد التي تدرس بالسنة التحضيرية والتي يخضع لها الطالب في السنة الثانية وهي لم تقدم أي فائدة في مراحلنا الدراسية الحالية.
في الصعوبات
وفي سؤال للطلبة الذين التقيناهم عن الصعوبات التي تعيق نجاح التجربة بينوا أن الأسئلة المؤتمتة والبالغة مئة سؤال لا يكفيها الزمن المخصص للإجابة عنها بساعة ونصف, فمادة الكيمياء التي هي بالأساس تخصصية تحتاج لوقت أطول من الزمن المخصص.
مقرر التشريح والوراثة ضخم ويحتاج لزمن للشرح والتفصيل والبالغ 350 صفحة والفصل من 70 إلى 90 صفحة يعطى بساعتين نتيجة لضيق الوقت.
وأكدت الطالبة هيا دركزلي سنة أولى تحضيرية أن العديد من الطلاب يلجؤون لحفظه بصماً أو يضطرون للتسجيل في معاهد يشرف على التدريس فيها طلاب الطب البشري وكل مقرر يكلف حوالي 40 ألف ليرة للطالب وأيدها بالقول زملاؤها في السنة التحضيرية الذين التقيناهم.
التحضيرية تحتاج لدراسة معمقة في مضمونها وكيفيتها
بعد استطلاع آراء العديد من الطلبة في السنة التحضيرية ومن اجتازها نقلنا آرائهم إلى المعنيين في الجامعة حيث كان اللافت تأييدهم لما قاله الطلبة ومنهم من كان له ملاحظات إضافية
فالدكتور محمود حمدي عداس رئيس قسم الجراحة في كلية طب الأسنان والمشرف العام على السنة التحضيرية الطبية والذي كان حاضراً في حوارنا مع العديد من الطلبة وسماع آرائهم أيد بعضاً منها كضخامة المقررات وغياب تنوعها بما يتلاءم مع الكليات الثلاث.
ولفت إلى أن المقررات بمجملها كان يجب أن تدرس بشكل أكثر دقة وتنوعاً وأشار إلى أن الهدف من هذه السنة إعطاء فرصة للطلبة لاجتياز المرحلة بجدارة واختيار ما هو مناسب لهم علمياً ومعرفياً.
وأكد أن معظم المقترحات والملاحظات للطلاب تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الوزارة والكادر التعليمي كاملاً مستعد لتقديم كل ما يساهم في تذليل العقبات أمام الطلبة لتشكيل حالة توازن ما بين الاختيار والكفاءة وما بين المرحلة الثانوية والجامعية.
وبين الدكتور إبراهيم حديد أستاذ في كلية الطب البشري أن هذه الخطوة لها مخرجاتها العلمية وقد تكون بعد التطبيق أفرزت بعض الملاحظات التي يراها الطالب نوعاً من الصعوبات في طريق اجتياز هذه السنة قد تكون لكثافة المنهاج دور وقد يكون لضيق الوقت المخصص في تغطية بعض المقررات دوراً آخر ولكن أرى أن السنة التحضيرية لها فوائدها إذا أعيد النظر ببعض الملاحظات الواردة التي تعمل الوزارة جاهدة على أخذها بعين الاعتبار لإعادة هيكلة ما يخص هذه الخطوة للوصول إلى أفضل النتائج التي تتناسب والحالة العلمية والتعليمية وتنعكس بكل الإيجابيات على مستقبلية الطلبة.
لنا كلمة
إن هذه السنة التي اعتبرت تحضيرية كان يتطلب من القائمين عليها مراعاة العديد من الأسس قبل إطلاقها لتفادي الصعوبات والملاحظات ولإعطاء فرص أوسع أمام الطلبة لاجتيازها بنجاح فبعد اللقاءات والحوارات مع العديد من الطلبة والمعنيين كان لنا رأياً في مجال المنهاج أولاً الذي يجب أن يكون مدروساً بشكل أدق يتناسب وهذه المرحلة التعليمية إضافة للقاعات والمخابر وكل ما يلزم ويتوافق مع إعداد الطلبة في كل جامعة.
الأهم أن لا يتم منح المعلومة تحت أي عنوان فالمعاهد التي تستقطب الطلاب تلفها إشارات الاستفهام في المرحلة الجامعية وتشكل عبئاً مالياً إضافيا على الأهالي والطلاب معاً, وتساؤلات حول إمكانية الكادر الذي يدرس في المعاهد ومدى قدرته في إيصال المعلومة الصحيحة للطالب!!
ويبقى السؤال.. هل السنة التحضيرية بالمفهوم العالمي هي لكل اختصاص على حدى أم لمجموعة من الكليات ؟.
بكل الأمور إن هذه الخطوة وفق ما يراها البعض إيجابية بامتياز وبالمقابل يراها البعض الآخر خطوة تحتاج لدراسة معمقة أكثر والبحث في الإمكانات المتاحة حالياً والقدرات والمناهج المناسبة لتحقيق أفضل المخرجات العلمية لكليات من الطبيعي أن يكون طلابها على كفاءة علمية عالية وخصوصاً ضمن جامعاتنا الحكومية التي تم تجهيزها ببنى تحتية وكوادر علمية متميزة ومؤهلة لتقديم أفضل المعلومات التعليمية وتخريج المؤهلين والقادرين لخدمة الوطن والتميز والإبداع فلنحافظ على ما نحن فيه من خلال سياسة تعليمية تساهم في زيادة وتفعيل المنتج العلمي.
ت . هايك أورفليان
رقم العدد 15663