ورشة عمل: مكافحة هدر المياه والتحول للري الحديث

الجماهير – رفعت الشبلي

اثر حالات الجفاف التي تلم بمنطقة الشرق الاوسط ، تنبهت مراكز البحوث مسابقة الزمن لإيجاد حلول تتناسب وتطورات العصر في الحفاظ على المخزون المائي وكيفية ترشيده ، ولذلك دأب مركز البحوث العلمية الزراعية بحلب على إجراء الاختبارات وتصحيحها و تطبيق تجاربها على الواقع الزراعي المروي ، و الذي يستهلك 80 بالمائة من إجمالي استعمالات المياه في سورية .
ونتيجة للبحوث ولضمان إيصالها للفلاحين بكيفية ترشيد مياه الري واستخدامها بطرق توفر إنتاجية عالية مع وفرة في الاقتصاد ، عقد مركز البحوث العلمية الزراعية بحلب و ضمن مشروع تعزيز الأمن الغذائي العربي ندوة علمية بعنوان ” تقنيات الري الحديث ” أكد فيها رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية الدكتور عبدالله اليوسف أن الزراعة المروية تلعب دوراً هاماً في الإنتاجية الزراعية بسورية و هو يستهلك مايزيد عن 80 بالمائة من إجمالي استعمالات المياه في القطر وان 80 بالمائة من الأراضي المروية مازالت تستخدم الري السطحي الذي تصل نسبة الضياع فيه إلى 60 بالمائة بكفاءة لاتتجاوز 50 بالمائة ، لذلك فإن الاستخدام الفعال للمياه في الزراعة يعد واحداً من أهم القضايا التي تهدف إلى تحقيق الاستخدام المستدام للموارد المحددة .


وأضاف الدكتور اليوسف أن سورية تتمتع بموارد و إمكانيات زراعية جيدة حيث تبلغ الأراضي الصالحة للزراعة 57500 كم مربع منها 1،5 مليون هكتار أراضي مروية أي ما تشكل 26 بالمائة من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة .
من جهته بين الدكتور عمار برادعي رئيس قسم الهندسة المائية في كلية الهندسة المدنية في محاضرة بعنوان ” تطوير الموارد المائية وتحسين الإنتاج الزراعي في سورية باستخدام تقنيات الري الحديث ” أن سورية تواجه منذ عقود تناقصا مستمرا في مواردها المائية ما يضطرها للتوسع في استخدام هذه التقنية .
كما بين أن الهدف من استخدام تقنيات الري الحديث هو زيادة الإنتاجية الزراعية ، رفع كفاءة الري ، توفير المياه للتوسع في المساحات الزراعية و تخفيض التكاليف ، مبيناً أن القوى العاملة بالزراعة في سورية تشكل 1،6 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2010 أي ما تشكل 25 بالمائة من مجموع القوى العاملة في سورية .
وكشف الدكتور منهل الزعبي مدير إدارة بحوث الموارد الطبيعية في محاضرة بعنوان ” برنامج الاحتياجات المائية و جدولة الري ” أن هنالك 13 محطة مختصة بالري موزعة على الأحواض المائية و المناطق البيئية ، وان 8 محطات من هذه المحطات عادت للعمل بشكل فعال وجيد للقيام بأبحاث الري التكميلي و تقنياته ، كما تقوم هذه المحطات بدراسة التغيرات المناخية .
وبين الدكتور الزعبي أن الدولة وضعت خطة طموحة عام 2000 للتحول إلى الري الحديث بواقع 40 الف هكتار في السنة .


وذكر الزعبي أن الموارد المائية السنوية المتجددة بسورية – سنة متوسطة الهطول المطري – تقارب 16،8 مليار متر مكعب ، منها حوالي 10،47 مليار متر مكعب موارد سطحية ، و 5،84 مليار متر مكعب موارد جوفية من ينابيع و آبار .
كما تحدث الدكتور محمود بكور الوكيل الإداري في كلية الهندسة التقنية ” حصاد المياه – اختيار و تصميم “عن كيفية الاختيار الأمثل لمكان السدات و هو ما يسمى الحصاد المائي الأمثل لمياه الأمطار وهي دراسة نوعية لتحديد المكان الأفضل لهذه السدات بحيث تلبي الاحتياجات الاستثمارية و الكلفة الاقتصادية .
وفي محاضرة بعنوان ” أنظمة الري الموضعي ” للدكتور عبد الغني الخالدي معاون مدير إدارة بحوث القطن بين فيها أن 71 الف هكتار تزرع على مياه الآبار ، منها 37 بالمائة لزراعة القطن مشيراً اذا ما تم تحويل هذه المساحة إلى الري الموضعي ” التنقيط ” فسوف يتم توفير نص مليار متر مكعب من المياه .
من جهة ثانية قال المهندس أحمد الحافظ رئيس محطة بحوث صربايا في محاضرة بعنوان ” أنظمة الري السطحي المطور ” : أن تطبيق تقنيات الري الحديثة على الزراعات يوفر نصف المياه فلو فرضنا أن محصول القطن يستهلك 13 الف متر مكعب من المياه للهكتار الواحد فإن نصف هذه الكمية توفر من خلال الري السطحي المطور وبين الحافظ أن هذه الاختبارات تطبق على الأرض مع الفلاحين في حقولهم حيث ينقل المهندس المختص هذه التجارب للفلاح ومن ثم نقوم باقناع الفلاح لاستخدام هذه التقنية التي توفر تكلفة و زيادة في الإنتاجية .
و في مداخلة للدكتور بدر جلب المختص في المياه بين أن الهاطل المطري 55 مليار متر مكعب ويشكل الفاقد من المسطحات المائية عبر التبخر من بحيرات ،سدود و انهار 1،85 مليار متر مكعب بالسنة ،كاشفاً أن الاحتياجات المائية للأغراض الزراعية لمساحة 1،21 مليون هكتار تقدر ب 14 مليار متر مكعب .


كما كشف أن حوالي 91 بالمائة من إجمالي الاحتياجات المائية في سورية تكون حصة الهكتار الواحد فيها 11،570 متر مكعب في السنة ، وأن الاحتياجات المائية للأغراض الزراعية حسب المصدر
المائي من مياه سطحية – بحيرات ، ينابيع — بلغت 42 بالمائةو 57 من المياه الجوفية – الآبار ، ينابيع .
كل ماتقدم يبين أن مراكز الأبحاث بسباق مع الزمن لمواكبة العصر لأن استنزاف المياه المتجدد وصل إلى 350 بالمائة حسب المصادر الرسمية وجفاف عدد كبير من الينابيع و الآبار وانخفاض مناسيب المياه الجوفية في الأحواض الداخلية شاهد على ذلك.
ت هايك
رقم العدد ١٥٧٦٣

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار