ندوة حوارية حول نقد الحداثة في الأدب والشعر.. مفهوم الحداثة والمذاهب وظروف تطورها

الجماهير – أسماء خيرو

أسئلة عديدة طرحت من قبل الشاعر محمد حجازي على الكاتب والمترجم محمد العبد الله في ندوة حوارية بعنوان ” نقد الحداثة ” التي أقامتها مديرية الثقافة يوم أمس في ثقافي العزيزية .

استهل الندوة الشاعر محمد حجازي بسؤال عن مفهوم الحداثة والمذاهب التي سبقت عصر الحداثة ؟

فاستعرض الباحث محمد العبد لله المذاهب التي سبقت ظهور عصر الحداثة فكانت المذهب الكلاسيكي وفيه تأثر الأدباء والكتاب بالتراث الإغريقي واليوناني، ثم المذهب الرومانسي الذي تميز بالقص الخيالي والتصوير المثير للانفعال ومن رواد هذا المذهب /شكسبير – بوشكين – هوغو/ ثم المذهب الواقعي” الواقعية التشاؤمية ” وفيه ينقل الكاتب أو الأديب الواقع كما هو إذ كان الكاتب يذهب إلى السجن ويكتب تفاصيل الأحداث التي مر بها السجين في داخل السجن كما هي دون تحريف.

ومن ثم عرّف الكاتب العبد الله مفهوم الحداثة، قائلاً: الحداثة ليست مذهباً أدبياً، هي تيار اقتصادي اجتماعي وصناعي. كما عرّف التحديث والحداثية، فقال: الحداثية تهتم بالفن والأدب، وتدل على الوسط الفني الذي يمكن من خلاله التعبير عن تجربة الحداثة في الشعر، إنها مصطلح يصف سلسلة من التيارات الفنية التجريبية التي ثارت ضد الأشكال الفنية القديمة المهترئة، فلقد حاول الفنان الحداثي أن يوجد طرقاً جديدة ومتنوعة ليمثل بهذه الحداثة القرن الجديد.

وعن سؤال: هل تستطيع أن تجمل بأن التجربة الحداثية هي خلاصة المذاهب الأدبية التي كانت سائدة قبل عصر الحداثة؟ أجاب المحاضر قائلاً: لا يمكن أن أقول إن التجربة الحداثية هي خلاصة المذاهب الأدبية، وإنما يمكن أن أقول هي تطور طبيعي نتيجة تطور الظروف الاقتصادية والاجتماعية، فالثورة التكنولوجية التي ظهرت في القرن التاسع عشر أجبرت الأسرة على ترك المنزل والعمل، مضيفاً: استطاع الكاتب الحداثي أن يصف التحولات التي طرأت على الأسرة الأوروبية نتيجة للحداثة في ذلك الوقت من خلال كتاباته، وأقرب رواية تعكس الحداثة وتأثيرها في تلك الحقبة رواية “امراة من دوبر فيل” .

ثم انتقل العبد الله وأجاب على سؤال الظروف التي هيأت لظهور الحداثة، فقال: بعد الثورة الصناعية وبعد تجاوز القيم البرجوازية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر ظهر مايسمى “عصر العقل” والذي يقول: على الأدباء والفلاسفة والأطباء النفسيين والمفكرين والكتاب والنخبة أن تتنصل وتتحرر وتنبذ كل ماهو مخالف للعقل ومنهم” فرويد” ونيتشه، ففرويد دعا لتحرير العواطف والانفعالات الكامنة في النفس الإنسانية.

أما نيتشه فدعا للاهتمام بالطاقات الإبداعية الموجودة تحت السطح والتخلي عن الاهتمام بالشكل.

وعن القوى التي شكلت الحداثة، أجاب العبد الله: بحلول عام ١٩٠٠ كان العالم يضج بالتحولات والاكتشافات والاختراعات والإنجازات التكنولوجية، وهذه القوى الحداثية ولّدت شعورا بالتفاؤل لجنّة دنيوية قائمة على التكنولوجيا، وهي حتماً ستعيد تشكيل طبيعة الإنسان وفي الوقت نفسه تسهم في تسريع وتيرة حياة الإنسان وتغيير تفكيره ونمط وسلوكه وخاصة العلماء والأدباء وأصحاب الطرق الفلسفية الذين أصبحوا ينظروا إلى الواقع ككيان مطلق واعتبار العقل البشري أهم مادة في الكون.

أما عن سؤال نقد الحداثة في القصة والشعر، قال العبد لله: ظهر نقد الحداثة في شعر” لوركا” الإسباني الذي نقد بشعره الحداثة من خلال المقارنة بين فن العمارة الأوروبية القديمة وناطحات السحاب .

كما ظهر في شعر الكاتب والناقد” توماس إليوت” الذي نقد الحداثة من خلال كتابه “أرض اليباب”.

وختم العبد الله الندوة بالإجابة عن سؤال تعريف الشكلانية في علم النقد، فقال: الشكلانية ظهرت في روسيا في عام ١٩١٥ وهي علم تصنيف الأجناس الأدبية في ضوء معطياتها البنيوية والشكلية والجمالية، أي أن نقيّم النص الأدبي ونقرؤه بعيدا عن المؤلف والظروف التي كتب فيها والتيارات التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

تخلل الندوة عدة مداخلات ومناقشات نقدية وحضرها عدد من المثقفين والمهتمين والمتخصصين بالنقد الأدبي.

رقم العدد 15773

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار