المتنبي وارتباط اسمه بتسمية اليوم العالمي للغة العربية في ندوة .. المشاركون: ضرورة جعل دار المتنبي بحلب متحفا ومقصدا ومعلما سياحيا
الجماهير – أسماء خيرو
عن الإشكالية التي ارتبطت بتسمية اليوم العالمي للغة العربية وحياة المتنبي الشعرية وجدلية العلاقة بين الشاعر المتنبي وسيف الدولة الحمداني ومكان إقامته في حلب ، أقامت مديرية الثقافة بالتعاون مع جمعية العاديات ندوة بعنوان( المتنبي في حلب) وذلك في قاعة المحاضرات بمقر الجمعية شارك فيها كل من صلاح كزارة ، محمد قجة و فايز الداية ٠
بدأ الندوة الباحث كزارة بقراءة مقال الكاتب جورج جبور الذي تغيب عن المشاركة في الندوة بسبب عارض صحي متحدثا عن سبب تسمية يوم اللغة العربية وتتويج هذا اليوم بيوم المتنبي والمحطات التي مر بها الباحث جبور حتى أخرج هذه التسمية إلى النور فقال : فكرة يوم اللغة العربية انطلقت عام /٢٠٠٦/ وأشار إلى أن الفكرة تعود للدكتور جبور وأنه طرحها في محاضرات عديدة ( محاضرة التنافس اللغوي ومكان اللغة العربية فيه – ومحاضرة اللغة العربية وحرب اللغات ) وغيرها ، ولكن رغم محاولاته العديدة لجعل يوم عالمي للغة العربية مقرونا باسم المتنبي إلا أن جميع محاولاته لم تلق النجاح في بادئ الأمر ، حتى عامي ٢٠١١ و٢٠١٢عندما برز للوجود مسمى اليوم العالمي للغة العربية وتبنته منظمة اليونسكو باعتماد يوم خاص لكل لغة من اللغات العالمية وكان نصيب اللغة العربية يوم ١٨ كانون الأول للاحتفاء بها كلغة رسمية عالمية ٠وبعد ذلك حصلت عدة احتجاجات لتغيير هذا اليوم إلى يوم آخر وضرورة ربط اليوم العالمي للغة العربية باسم المتنبي وذلك في ندوة عقدت في بيروت ثم بعد ذلك في محاضرة في مدينة باريس ونتج عن الندوة أن لا إمكانية لتغيير اليوم، وبعد ذلك في ٢٧ من أيلول عام ٢٠١٨ أقيم حفل في المركز الثقافي العربي بدمشق وفيه أعلن تتويج المتنبي رمزا للغة العربية ،حيث شارك في هذا التتويج كل من الباحث محمد قجة والدكتور جورج جبور ورئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين .
وعن سبب اختيار يوم ٢٧ أيلول تحدث الباحث كزارة : يعود السبب لاختيار هذا اليوم لأن فيه قتل الشاعر المتنبي ، ولكن هذا اليوم لم يعترف به رسميا وبقي يوم ١٨ آذار هو اليوم العالمي للغات بما فيها اللغة العربية ٠
ثم استعرض الكاتب والأديب فايز الداية من خلال عدة أسئلة المحاور التي تتحدث عن دار المتنبي ومكان إقامته في حلب فكان المحور الأول ما حكاية دار المتنبي وأين توجد دار المتنبي ؟ وأكد على ضرورة جعل دار المتنبي متحفا ومقصدا ومعلما سياحيا٠ والمحور الثاني كان عما تعنيه كلمة الدار للمتنبي وهل كان لها مكان في قصائده الشعرية ؟ والمرحلة الثالثة والأخيرة كانت بسؤال ماذا نريد من موقع دار المتنبي وما أهمية الموقع بالنسبة للمتنبي ولأهل حلب ؟ وختم مشاركته بالتأكيد على ضرورة إقامة دار ثقافية باسم المتنبي تكون مرجعا عربيا لتقام بها الندوات الأدبية حول عصر المتنبي ٠واقترح بإقامة متحفا للشمع يجسد فيه عصر المتنبي على غرار متحف قصر العظم بدمشق ٠
بعد ذلك قدم الباحث محمد قجة مشاركته فارتجل جدلية العلاقة بين المتنبي وسيف الدولة الحمداني حيث بدأ بذكر مراحل حياة الشاعر المتنبي المقرونة بالقصائد الشعرية والتي تنقلت ما بين العراقيات الأولى وهي قصائد كتبت عندما كان المتنبي يعيش في العراق و عددها/ ٦ / قصائد ومرحلة القصائد الشاميات التي كتبها عن بلاد الشام وليس عن النساء الشاميات وهي أطول مرحلة في حياة المتنبي وتمتد ل١٦ عاما وعدد هذه القصائد ١٤٠ قصيدة مدح فيها ٣٢ ممدوحا أبرزهم ( بدر بن عمار – التنوفيين – ال طغج – وأبو العشائر الحمداني )
ومرحلة الحلبيات أو السيفيات كتب فيها ٨٠ قصيدة إضافة إلى قصائد العراقيات الأخيرة وعددها ١٧ قصيدة بما فيها العمديات والعضويات ٠
ثم تابع الباحث قجة قائلا: ما يهمنا في هذه الندوة مناقشة مرحلة السيفيات أو الحلبيات والتي تعتبر المرحلة الأهم في حياة المتنبي الشعرية وهنا يمكننا أن نطرح السؤال التالي لماذا هناك علاقة خاصة بين المتنبي وسيف الدولة ؟
أولا نلاحظ علاقة المتنبي بسيف الدولة كانت مبنية على الاحترام المتبادل وأن أعطيات سيف الدولة الحمداني للمتنبي كانت تفوق أعطيات كل الشعراء ففي إحدى المرات قيل لأبي فراس الحمداني لماذا تمنح المتنبي مبلغا يفوق عشرين أو مئة شاعر؟ فأجاب سيف الدولة قائلا : إن مئة شاعر لا يستطيعون أن يأتوا بما أتى به المتنبي ٠
ثانيا أن علاقتهما كان بارز فيه الى حد كبير جانب الكبرياء والفخر الذي كان سمة المتنبي والذي يمتزج في نفس الوقت مع المديح لسيف الدولة والذي يتجلى واضحا في العديد من الأبيات الشعرية للمتنبي ٠
ثم انتقل الباحث قجة وتحدث عن مضامين قصائد المتنبي والتي كانت تتنوع ما بين قصائد المديح البعيد عن المعارك والحروب ،والرثاء حيث رثى خلال حياته ٦ شخصيات كلها متعلقة بسيف الدولة الحمداني٠ وقصائد تصف المعارك التي خاضها سيف الدولة الحمداني سواء مع البيزنطيين أو القبائل العربية .
ثم ختم الباحث قجة بالتطرق إلى القصائد التي تحوي بين طياتها كلمات عن احتمالية وجود علاقة حب بين المتنبي وخولة أخت سيف الدولة الحمداني ٠
وكان قد حضر الندوة مدير الثقافة جابر الساجور وعدد من الأدباء والمثقفيين وحشد من الحضور ٠
ت هايك
رقم العدد 15816