مصفوفة استراتيجية لتطوير زراعة القطن لعام 2025 .. تشكيل مجموعة عمل لإعداد خطة لتطوير قطاع الصناعات النسيجية

حلب / الجماهير
يحتل القطاع الزراعي في سورية أهمية كبيرة حيث يعمل به حوالي 50% من القوى العاملة بالإضافة لموقعه الهام والمميز في الاقتصاد الوطني , أولته القيادة الاهتمام الكبير في كافة مجالاته لتزويد السوق والمواطنين بالغذاء والكساء والمادة الأولية للقطاع الصناعي .
وبين مدير مكتب القطن المهندس وضاح القاضي أن محصول القطن يأتي في مقدمة الإنتاج الزراعي بالمجال الاقتصادي حيث يزوّد معامل الحلج والغزل والنسيج ومعامل الزيوت النباتية والأعلاف بالمادة الأولية , لذا يعتبر سلعة رئيسية تسيطر على اقتصاديات دول عديدة , وزراعته منتشرة في دول كثيرة في العالم لهذا للقطن مركزاً هاماً في التجارة العالمية .
وأضاف القاضي أنه نتيجة لجهود كافة الجهات المعنية في تطوير هذا المحصول الاستراتيجي الهام وما تقدمه من مستلزمات الإنتاج والدعم المادي ودور البحوث العلمية الزراعية بالإضافة لمنظمة الاتحاد العام للفلاحين والتعاون المثمر بين الأخوة الفلاحين وتوصيات الفنيين الزراعيين ساهمت بدورها في نجاحه, واحتلت سورية ولعقود ماضية المرتبة الثانية عالمياً من حيث مردود وحدة المساحة , وبالتالي تطور المردود من 1625 كغ /هـ عام 1970 إلى حوالي 4000 كغ / هـ في السنوات الأخيرة قبل الحرب، وتراوحت المساحة المزروعة بالقطن في سورية ما بين (20% – 22% ) من الأراضي المروية المزروعة , ويعمل بإنتاجه (زراعته , صناعة وتجارة ونقلاً) 25% من السكان وتتميز سورية بوجود كامل حلقات سلسلة إنتاجه من الزراعة إلى الحلج والغزل والنسيج والصباغة والتحضير وصولاً إلى المنتج النهائي صناعة الألبسة، لكن الحرب الكونية على سورية أتت على كل أنواع الزراعة وخاصة القطن وقد انخفضت الإنتاجية من مئات الأطنان إلى عشرات الأطنان ، حيث لم تتجاوز إلى يومنا هذا عشرون ألف طن من القطن المحبوب ، فيما كان في السنوات السابقة للحرب وفي مثل هذا الموعد تصل الكميات المسوقة لما يزيد عن / 400/ ألف طن .
ويعتبر القطاع النسيجي من أهم القطاعات الصناعية لمساهمته بنسبة 27% من صافي الناتج الصناعي غير النفطي , وبحوالي 45% من الصادرات غير النفطية , حيث بلغت قيمة الانتاج من الصناعات النسيجية في سنوات قبل الحرب الكونية الظالمة على سورية حوالي 2200 مليون دولار ، وازدادت خلال هذه الفترة نسبة مساهمة القطاع الخاص.
ولفت مدير مكتب القطن إلى أن مسبة استهلاك إنتاج القطن محلياً وصلت إلى وصل 90% في عام 2007وذلك عبر إنشاء العديد من مصانع الغزل والنسيج المتطورة وحرصاً على عدم تصدير القطن الشعر وإعطاء الفرصة لتصنيعه عبر معامل الغزل والنسيج وانتاج الالبسة القطنية المختلفة وتشغيل عدد كبير من العمال في المجالات المختلفة وتأمين قيمة مضافة دعماً للاقتصاد الوطني ,ناهيك على قيمة البذار الزراعي والصناعي ونواتج معامل الزيوت المختلفة.
وقد تأثر هذا المحصول سلباً من جراء الحرب حيث تراجعت مساحات الزراعة والإنتاج بشكل كبير , أدى إلى توقف بعض معامل الحلج والغزل والنسيج والزيوت وتأثر الأخوة الفلاحين اقتصادياً من عدم زراعته ، حيث بلغ متوسط انتاج القطن أعوام 2013 حتى 2018 حوالي 34893 طن مقارناً مع متوسط أعوام 2005 حتى 2011 حوالي 667245 طن وبلغت متوسط المساحات المزروعة بالقطن أعوام 2013 حتى 2018 حوالي 42133 هكتار مقارنة مع متوسط أعوام 2005 حتى 2011 حوالي 190560 هكتار .
وأشار القاضي إلى أن المساحات المزروعة بالمحصول ومردود وحدة المساحة تراجعت لخروج مساحات مروية من الاستثمار بسبب تخريب شبكات الري الحكومية والآبار بالإضافة لخروج مساحات واسعة من الزراعة ، وهجرة الفلاحين وترك أراضيهم بسبب الوضع الأمني آنذاك وبالتالي قلة اليد العاملة، وصعوبة توفير مستلزمات الإنتاج ونقلها وارتفاع اسعارها، وتدمير مراكز ومختبرات ومعامل إنتاج الاعداء الحيوية بسبب الإرهاب، وغزو عشبة الباذنجان البري لمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بسبب عدم مكافحتها سنوات الحرب ، وسرقة البذار الزراعي للأصناف المعتمدة من العصابات الارهابية المسلحة , أدى هذا إلى خسائر اقتصادية كبيرة في القطاعين الزراعي والصناعي وبالتالي انخفاض قيمة الصادرات من المنتجات القطنية .
وأوضح مدير مكتب القطن أن الحكومة تصدت لهذه الأسباب التي أدت إلى تدهور زراعة المحصول من خلال إعداد مصفوفة استراتيجية لتطوير زراعة القطن بين أعوام 2019 -2025 وإعادة محصول القطن لمكانته الطبيعية عبر تشكيل مجموعة عمل مهمتها إعداد خطة استراتيجية لتطوير قطاع الصناعات النسيجية بترابطاته الخلفية والأمامية بما يضمن استدامة نمو هذا القطاع وجدواه الاقتصادي والاجتماعي ، وترميم وإصلاح ما خربه الإرهاب من قنوات ري حكومية ومحطات ضخ المياه والآبار ، وتأمين كافة مستلزمات الإنتاج لهذا المحصول ، وإعطاء أسعار تشجيعية لمزارعي القطن والتي بلغت هذا العام 360 ل.س لكل كيلو غرام قطن محبوب ، وإعطاء مزارعي بعض مراحل إنتاج البذار الزراعي مكافأة تشجيعية قدرها 10% من سعر الكيلو غرام الواحد للقطن المحبوب ، ورصد مبلغ مليار ل.س لإنشاء معامل لإنتاج الأعداء الحيوية وتوزيعها بشكل مجاني على المزارعين ، وتوزيع المبيدات المناسبة بشكل مجاني لمكافحة عشبة الباذنجان البري ، وترميم و إصلاح بعض محالج القطن التي دمرها الإرهاب و وضعها في الخدمة
رقم العدد 15847

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار