اللغة ودور الأم في تعليمها للدكتور الداية .. ضمن احتفالية اليوم العالمي للغة الأم

الجماهير – بيانكا ماضيّة

(اللغة والأم) ودور المرأة عبر التاريخ، وماقدمته لمجتمعها ولأبنائها من تعليم للغة، ودورها القيادي في المجتمع، إضافة إلى عناوين أخرى، كان مضمون المحاضرة التي ألقاها د.فايز الداية بدعوة من مديرية الثقافة، ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة الأم، وذلك في جمعية العاديات بحلب.
وقد أكد د. الداية أن هناك عبارات تهوّن من قدرات المرأة، ومن موقعها، وهذا كله نابع من المجتمع الذكوري الذي لايزيد زمنه الحضاري على ستة آلاف سنة من تاريخ المليونين لوجود البشر على هذه الأرض، إذ أشارت الدراسات التي تتابعت على مجتمع ماقبل التاريخ، ماقبل الحضارة المكتوبة، والتي يعود تاريخها الأبعد إلى الألف الرابع قبل الميلاد. السنوات التي سبقت وكان فيها الحضور البشري بحدود الألف العاشر أو الثاني عشر قبل الميلاد كان للمرأة القيادة والتوجيه والترتيب في المجتمع الإنساني، قبل المجتمع الذكوري، وهذه الهيمنة كانت لتوافق وتوزيع المهام بين كل من المرأة والرجل.
وأشار أيضاً إلى حضور المرأة، ومقاومتها؛ لتبقى فاعلة في المجتمع البشري في عديد من المظاهر: الإلهة موجودة دائماً مع الإله، كالإلهة عشتار، وإيزيس، وغيرهما.. وإلى أن هنالك أساطير انتشرت وهي تعوض الخسارة التي خسرتها المرأة في تصدّرها، تمثلت في واحدة من الأساطير، وهي مماثلة لكثير من الأساطير الأخرى، إذ حفظت لنا الأسطورة اليونانية الإغريقية عن مجتمع الأمازونيات، وهؤلاء كن محاربات ومقاتلات. مؤكداً أن هذا الحضور الأسطوري كان تعويضاً، ولو لاحظنا في المجتمعات المختلفة التي لاتزال إلى زمن قريب بدائية، تعيش في العصور السابقة، نجد حضوراً ملموساً للمرأة، كائنة وقائدة، وهنالك علائم مدهشة جداً تعود إلى القرن التاسع عشر وهي وجود مواضع في إفريقيا كان فيها فرق محاربة من النساء. ومع هذا التطور والتوزع للمهام بقي للمرأة حضورها.
كما تطرق إلى وجود عدد من النساء اللواتي كنّ قائدات وملكات وكانت مصائر الدنيا بين أيديهن، أو في صراعات متعددة، ككليوباترا، وزنوبيا، وشجرة الدر، وبلقيس، وغيرهن. أما في العصر الحديث فهنالك الكثير من المواقع التي كان للمرأة فيها فاعلية وحضور.
ثم يتوقف عند السؤال الجوهري والمتعلق بعنوان المحاضرة: ماحكاية أن يكون للمرأة الدور الأساسي في نهوض اللغة العربية؟! وأين موقع المرأة واللغة؟!
ويشير هنا إلى أن المرأة هي التي تعطي الطفل لغته، والزمن الكبير لهذه العلاقة هو مع الأم في البيت، فمع حليب الأم يكون الكلام الأول والحروف الأولى والتتابع، فهي إذن النقطة الأساسية والتي تتابع، كما أن الرعاية في الخطوات الأولى هي المؤشر للاستمرار، وعلى هذا ينبغي أن نلتفت إلى أن المرأة إما معلمة لأطفالها وإما أن يكون التلقي اللغوي العادي غنياً بغنى ثقافة ومعلومات المرأة، فحين تكون الأم على دراية فإن هذه الدراية تنتقل تلقائياً، لأن اللغة تأتي بالعدوى، بالتقليد، والمتابعة، فإذا كان المناخ متشبع بقدر من الثقافة اللغوية، من الغنى في مفرداتها، فإن هذا الطفل سينشأ على هذا الغنى، والعكس صحيح.
ثم تحدث عن دور المرأة في التعليم الأساسي، وفي المجالات الثقافية المختلفة، وفي المجالات الأدبية، وفيما تقدمه من إبداع، ليشير إلى أن هذه الأمور تضع المرأة في مكانة المعلّمة لنمط مميز وطبيعة مميزة لما تقدمه من نصّ، أو أدب، أو متابعة. وأن نجاح المرأة في هذه السيرورة مرهون بأن الكل يهتم باللغة عندما يدرك ماهيتها، فاللغة مفتاح المعرفة ومفتاح العلاقة الاجتماعية ومفتاح المستقبل.
واختتم المحاضرة بالتأكيد على أن التكوين منذ الصغر هو الذي يبني الحياة بكل معطياتها، فالمرأة، والأم، والمعلمة، هي الأساس في أن تكون لغتنا عالمية قوية.
وكان لبعض الحضور مداخلات عن اختيار اليوم العالمي للغة الأم، وكذلك عن دور المرأة في التاريخ، شارك في هذه المداخلات محمد قجّة رئيس جمعية العاديات، والدكتور صلاح كزّارة.
رقم العدد ١٥٨٩٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار