ألعاب للأطفال تكرّس صور الأزمات الخدمية ” إسطوانات الغاز ” نموذجاً .. مختصون : اللعبة تقاس بأهدافها أكثر من سعرها ونوعها

الجماهير – حسن العجيلي
الألعاب أدوات يعبُر من خلالها الأطفال إلى مساحات يجدون فيها المتعة والفرح وبذات الوقت يعبّرون فيها عن مشاعرهم وأحلامهم التي يترجمونها من خلال اللعب ، ومن هنا تأتي أهمية ألعاب الأطفال وطريقة اختيارها لتسهم في صقل شخصيتهم وتنميتها إذ يتوجب اختيارها بعناية ودقة .
وبلا شك فإن مسؤولية اختيار الألعاب تقع على عاتق الأهل بالدرجة الأولى كمسؤولية أسرية ، إلا أن هناك مسؤولية أكبر وهي مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الجهات المعنية سواء متاجر البيع أو المستوردين الذين يجب أن يكونوا أكثر تشدداً معهم ليمنعوا استيراد أو انتشار هذه الألعاب ، ولكن في حقيقة الأمر فإن الواقع مغاير إذ يمكن لأي شخص ومن خلال جولة بسيطة في متاجر بيع الألعاب أن يلاحظ العديد من الألعاب ذات البعد السلبي على الأطفال ، خاصة وأن منها ما يتعلق بمظاهر بعض الأزمات الخدمية التي يعيشها وطننا نتيجة الحرب الإرهابية عليه والحصار الاقتصادي .
ومن هذه الألعاب نموذج رصدته ” الجماهير ” عبارة عن سيارة معبأة باسطوانات الغاز ، ففي الوقت الذي كانت ألعاب الأطفال فيما يتعلق بالسيارات تحاكي نماذج سيارات سياحية أو سيارات شرطة أو إسعاف أو إطفاء كمحاكاة للسيارات الخدمية ، نجد أن نموذج سيارات أسطوانات الغاز يعطي مؤشراً سلبياً في نفوس الأطفال بشكل عام ويعزز لديهم في تفكيرهم مظاهر الأزمة والتي هي بطبيعة الحال طارئة وناتجة عن الحرب الإرهابية والحصار الظالم كما أسلفنا .
– الألعاب تحاكي اللاوعي
تشير المرشدة النفسية رشا عمرايا إلى أن الألعاب تحاكي اللاوعي عند الأطفال فهي تؤثر على طبيعة بناء القاعدة المعرفية عند الأطفال وتنمي قدراتهم العقلية والاجتماعية وذلك من خلال مشاركتهم اللعب مع أقرانهم ، مضيفة بأن الألعاب غير الهادفة أو التي تحمل رسائل تدل على الهدم الفكري للأطفال والتي تنتج فقط للكسب المادي دون معرفة هدفها المعرفي حيث تؤثر سلباً على سلوكيات الطفل .

– لكل طفل شخصية وظروف مختلفة
وتؤكد عمرايا أن لكل طفل شخصية وظروف مختلفة عن الآخر ومن الأفضل أن يراعى في إحضار اللعبة أن تتناسب مع شخصية الطفل فإن كان الطفل عصبياً يمكن للأم إحضار لعبة مطاطية لإفراغ طاقته بها ، أما الطفل الذي يصيبه الكسل والملل بسرعة يمكنها إحضار لعبة متحركة كالدمى أو القطار أو السيارة لتزيد من نشاطه وحيويته ، منوهة إلى ضرورة الحرص على توفير سبل الأمان في اللعبة كأن تكون اللعبة أجزاؤها كبيرة فلا يستطيع الطفل بلعها أو أن لا يوجد فيها بروز تتسبب في جرح الطفل وإلحاق الأذى به وأن تكون سهلة التنظيف أو التطهير حتى لا تتراكم بها الأوساخ وتعليم الطفل كيفية المحافظة على ألعابه ، مشددة على أن اللعبة تقاس بأهدافها أكثر من سعرها ونوعها ولأن الطفل سريع الملل ويلعب باللعبة الواحدة من نصف ساعة الى ساعة .
– ترسيخ فكرة استمرار الأزمة
وترى عمرايا أن وجود ألعاب تمثل ما يعيشه الكبار في واقعهم هذا يعني اقتحام عالم الأطفال وانتهاك للطفولة ، متسائلة هل لعبة سيارة الغاز تفسر بأن على الطفل أن يكون بائع غاز؟ بدلا من أن يكون فاعل في المستقبل بطريقة أكثر تحضراً ، وهل تؤكد على ترسيخ فكرة استمرار الأزمة الخدمية ؟ أم أن علينا أن نعلم أطفالنا بعد حرب دامت تسع سنوات بأن الطفولة التي يشاهدونها على مواقع التواصل الاجتماعي كاذبة ؟ .
– من المسؤول ؟
بكل الأحوال فإن الألعاب كأحد مظاهر التسلية للأطفال تسهم في تشكيل شخصيتهم ومن هنا تأتي أهمية اختيارها بشكل صحيح يسهم في بناء شخصية الطفل بشكل سليم ، ويبقى السؤال من المسؤول عن انتشار هذه الألعاب ؟.
رقم العدد ١٥٩٢٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار