محمد مهنا ..
لم يأتِ اختيار سوريا دولة العام 2025 بوصفه مكافأة رمزية بقدر ما كان انعكاساً مباشراً لنجاح الحكومة السورية الجديدة في إدارة مرحلة شديدة التعقيد على المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية فمنذ تسلمها المسؤولية عملت الحكومة على إعادة تموضع سوريا في محيطها الإقليمي والدولي عبر خطاب سياسي متزن وحراك دبلوماسي نشط أعاد فتح قنوات التواصل وبنى جسور الثقة مع عدد متزايد من الدول ما مهّد الطريق لتخفيف تدريجي للعقوبات وعودة سوريا إلى المشهد السياسي كدولة فاعلة لا كملف أزمة فقط هذا الجهد السياسي انعكس داخلياً عبر خطوات واضحة نحو تعزيز الاستقرار وترسيخ وحدة القرار الوطني وتهيئة مناخ أكثر انفتاحاً على مستوى الحريات العامة وفي الجانب الاقتصادي اعتمدت الحكومة سياسة واقعية ركزت على تحريك عجلة الإنتاج وتأمين الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم فبدأت مؤشرات التعافي بالظهور تدريجياً وشجعت ملايين السوريين على اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم بعد سنوات من اللجوء الحياة ما زالت مليئة بالتحديات لكن إدارة الدولة للمرحلة أعادت الإحساس بالثقة وبددت حالة الخوف العام التي سيطرت طويلاً على المجتمع السوري وهذا الإنجاز المتراكم في السياسة والدبلوماسية والاقتصاد كان الأساس الحقيقي لمنح سوريا لقب دولة العام باعتباره اعترافاً بنجاح قيادة استطاعت تحويل مرحلة الانتقال إلى فرصة للنهوض وبناء مستقبل أكثر استقراراً.