الجماهير – عتاب ضويحي
أقامت مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع شعبة الموظفين ندوة بعنوان “الحروب الأربعة على سورية” شارك فيها محمد ماهر موقع وبدر الحمصي، على مسرح ثقافي العزيزية وأدار الندوة محمد سمية.
في المحور الأول تناول الحمصي الحديث عن نوعين من الحروب الأولى الحرب العسكرية وتقسم لقسمين مباشرة وتعني المواجهة بين طرفين في ساحة الحرب، واستخدام كافة أنواع الأسلحة وتنتهي إما بالنصر وإما بالهزيمة أو الصلح من أمثالها “الحرب العالمية الأولى والثانية” ومن سماتها القسوة، وعظمة الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين والعتاد والمنشآت، وآثارها النفسية السيئة من الصعب إزالتها،
القسم الثاني غير المباشرة نتجت عن التقدم في التقنيات والصناعات الحربية “طائرات مسيرّة، الصواريخ العابرة للقارات والروبوت الجندي المقاتل ” حرب بالوكالة وهو ماعاشته سورية أثناء الحرب بتوكيل العصابات الإرهابية المسلحة بالهدم والتخريب والتدمير لتحقيق أهداف إسرائيل والإمبريالية الغربية.
النوع الثاني للحروب والمكملة للحرب العسكرية هي الحرب الاقتصادية الممهدة للاجتياح العسكري أو الحرب العسكرية لإضعاف الدولة، وتدمير مقدراتها الاقتصادية، وتتسم بأنها حرب ناعمة لاتسبب القتل والتدمير المباشر، لكن آثارها بعيدة المدى، ولها أربعة أشكال (الحصار، المقاطعة” الجوية، البحرية، البرية،البشري والدبلوماسي “وقوانين العقوبات أحادية الجانب وقانون محاسبة سورية ومنه” قانون قيصر “، وختم محوره بذكر الآثار والمنعكسات للحرب على سورية إذ بلغت حجم الخسائر المقدرة منذ بداية الحرب على سورية 500 ألف مليار دولار وقد تزيد الآن، في حين المبالغ المقدرة لإعادة الإعمار تزيد عن 1000 مليار دولار، إضافة لهجرة رأسمال السوري إلى الدول الأخرى، والهجرة القسرية للشباب أخسرتنا 65 بالمئة من خيراتنا في كافة المجالات، وعودتها يحتاج لسياسة حكيمة وهذا ماتتبعه الدولة السورية.
في المحور الثاني تكلم موقع عن الحرب الإعلامية والثقافية فالحرب الإعلامية على سورية بدأت قبل “2011”من خلال العولمة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أدت لاختراقات بنيوية في التفكير العربي، وهذا الانفتاح لا يستهدف بناء إنسان قوي ثقافياً وفكرياً، بل تحطيم ثقافته ومعتقداته.
وأردف بالقول: إن الحرب العالمية الجديدة تستهدف سورية بسبب موقعها الجغرافي وتمسكها بثوابتها وحقوقها، فكان للإعلام دور كبير في بث شائعات تستهدف عقول الناشئة، وتأثير سلبي في تغذية الحقد والفتن بين الشعب الواحد، وإضعاف ثقته بوطنه وإشغاله عن قضاياه الجوهرية، لكن سورية كانت واعية ومدركة لذلك ولم توقع معاهدة سلام قائمة على الخيانة وليس على ضمان الحقوق، وعدم التوسع والتعدي،
وضمن الحرب الإعلامية تندرج الحرب الثقافية والتي كما بينّ موقع أنها تستهدف ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده وسبب قوته وثباته، عشر سنوات من الحرب على سورية استهدفت القيم والعادات ونشرت أفكاراً متنافية مع قيمنا، لذلك نحن بحاجة لهكذا لقاءات يكون الشباب الحاضر الأكبر فيها للتأكيد على أن هذا الوطن الذي انتصر رغم كل ما ألمّ به من خسائر وأوجاع سينتصر تاريخياً، وهذه التحديات تؤكد ثباته وإنجاز الاستحقاق الرئاسي بوقته المحدد لأن الشعب على ثقة بأنه خلف إدارة حكيمة يقودها الرئيس القائد بشار الأسد.
تصوير جورج أورفليان
رقم العدد ١٦٢٢٨