الجماهير- وسام العلاش
انطلقت اليوم فعاليات الدورة التدريبية التخصصية حول تدعيم وإعادة إعمار التراث المعماري المبني بالأحجار التابعة لنقابة المهندسين فرع حلب لجنة التراث بالتعاون مع لجنة قسم الهندسة المدنية وتستمر الدورة حتى ٢٦ الشهر الجاري في مقر النقابة.
وأوضح مدير الدورة المهندس محمد خير الدين الرفاعي بأهمية الدورة من خلال ضرورة تدعيم وإعادة إعمار التراث المعماري المبني بالأحجار علماً أنها استكمالاً لدورات عديدة سابقة أنجزت خلال الفترة الماضية وتتضمن نظام المعلومات الجغرافية GIS وتطبيقاته في التراث المعماري وترميم وإعادة الأحجار وتأهيل التراث المعماري إضافةً لتوثيق معالم التراث المعماري بالطرق التقليدية والحديثة.
مبيناً أن الهدف من هذه الدورة الإسهام في بناء جيل من المهندسين القادرين على التعامل مع التراث المعماري والعمراني الحضاري المنكوب بما يتوافق مع المواثيق الدولية والأنظمة واستهلت المهندسة المحاضرة رشا عبد القادر مصري التي كان عنوانها “الأحجار المستخدمة في هياكل التراث المعماري”بالحديث عن البنية الجيولوجية للمنطقة وهي ذات طبيعة رسوبية عامة تتألف هذه الرسوبات من كربونات الكالسيوم مع نسب مختلفة من الشوائب مما يعلل وجودالكثير من المقالع والتي مازالت تستخدم في حلب.
كما ارتبطت نوعية مواد البناء بمعطيات البناء الجيولوجية للمنطقة حيث انتشار الحجارة وكثرتها جعلها أساساً في بناء البيوت العربية القديمة .
كما ذكرت مصري أهم المعالم الموجودة في حلب المبنية بالحجارة كقلعة حلب والجامع الأموي والكاتدرائية المارونية.
وعددت أنواع الحجارة الموجودة في منطقة حلب وهي أحجار ضبية كالأحجار الناريةوالبازلت والكلسية وأحجار رملية وأحجار صفحية إضافةً لمزايا الحجر الطبيعي والذي يتميز بدوام البقاء أو الديمومة وقلة الحاجة للصيانة ومقاومة
الحرائق والإجهاد كما أن انهياره مرن ويمتاز بأنه عازل للحرارة وجماليته العمرانية.
وبالنسبة لحجارة البناء تقسم لثلاث أنواع حجر رخامي(الركة) ويستعمل حسب أبعاده في الأثاثات أو لزيادة سماكة الجدران والنوع الثاني اللبن ويستعمل في إشادة الجدران الداخليةوالنوع الثالث المقطع إلى أقسام ويستخدم في الواجهات الخارجية.
وعن الشروط الأساسية في اختيار الحجر بينت مصري مدى امتصاص الحجر للماء والوزن النوعي ومقاومة إجهاد القص والتآكل وصلابة الحجر والوزن الموحد إضافةً لعدم وجود الشقوق والفوارغ المملوءة بمعدن الكالسيت.
كما وأشارت مصري للقواعد التي يجب اتباعها في عملية البناء الحجري بأن يكون الحجر قابل للتوضع والمساحة المقصوصة يجب أن تكون مسطحة ومتوازية.
وفي نفس السياق أوضح المهندس محمد اسماعيل أحمد أسباب تضرر وتلف الأحجار قبل الحرب وهي عوامل ميكانيكة كالحرارة والرطوبة وعوامل كيميائية كدخان المصانع والسيارات وعوامل حية كالحشرات والبكتيريا وعوامل إنشائية إضافةً لعوامل الكوارث الطبيعية ، وهناك عوامل تدخل الإنسان كالحرائق أو التدخل تعسفياً بالتدخل مع الآثار والحروب والكوارث الكبرى التي دمرت الحجر والتي تظهر بشكل واضح حالياً مثل كمية الركام والأنقاض الهائلة التي خلفتها في كل جزء من المدينة القديمة .
وبالنسبة للحلول والمعالجات يشير المهندس أحمد بأن الهدف من تنظيف الحجر هو إعادة مسار الحجر والمحافظة على القيم الجمالية والتاريخية للمعلم الأثري.
وبالنسبة لمراحل وطرق المعالجة تبدأ بتنظيف الحجر بمواد غير مؤذية بطبقة الحجر الميكانيكة كما وذكر مثالاً حياً عن كيفية التعامل مع الحجر وآلية الترميم في جامع برسين موضحاً بصور تظهر كيفية العمل منوهاً بأهمية البداية الأساسية والتي يجب أن تكون علمية في فرز الأحجار وهي أقدم البدايات الأساسية للمرمم في عملية الترميم .
واختتم المهندس أحمد بأهمية وتدعيم التراث المعماري المبني بالأحجار وضرورة ترميمه و الإضاءة على القيمة الكبيرة للآثار والجهود المبذولة لمحاولة استرجاع الذاكرة التي سرقت بطريقة ما والتي استرجعت لبعض المنشآت بالرغم من حجم الدمار وبتكاليف بسيطة بأيادٍ وطنية.
ت:هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٢٣٣