وفاء شربتجي
يمتد هذا السوق على طول /190 /م ،
بدايتة من مدخل خان الحرير وينتهي عند المخفر القديم ( المسمى قلّق) الذي يقع نهاية هذا السوق المؤدي إلى ساحة الفستق وخان القصابية .
يحوي هذا السوق أكثر من /60/ محلاً
كما يوجد داخله أيضاً، خان الحرير وعلى الطرف المقابل جهة اليسار ( خان الجاكي) وخان (البنادقة) وعند نهاية السوق من جهة اليسار يوجد عبّارة تدعى عبّارة الفتال، التي تضم أكثر من 30 محلاً تجارياً موزعاً بين أقبية وأرضي وطابق يعلوه .
تضم تلك العبّارة أقدم مطبعة ورقية تدعى (مطبعة النحاس) والتي يقدر عمرها بأكثر من 200 عام.
تعددت المهن في هذا السوق منها بيع الأقمشة ولوازم الخياطين والحلويات والمكسّرات والضيافة الحلبية التقليدية التي يختص بها (آل وطفه ) و أشهرها الراحة الحلبية المحشوّة بالفستق الحلبي ..
يقسم هذا السوق إلى شمالي وجنوبي :
ومن أصحابه آل الـــ : عقاد – حمامي – قصاب – سواحة – دباغية – عنبر – دملخي – عزيزة – البديوي– شب – ياقتي – وطفه .
تهدّم هذا السوق بفعل الإرهاب عام /2013 /ومع نهاية عام /2019/ عملت شركة الآغا خان للخدمات الثقافية على ترميمه وإعادة تأهيله من جديد بالتشارك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ومجلس مدينة حلب والأمانة السورية للتنمية .
وقد تم إعادة تأهيله أواخر هذا العام /2020 /بكل حرفية وجمال .
ومما يزيد هذا السوق جمالاً، وجود ثلاثة خانات فيه هم :
– خان الجاكي :
يقع مقابل خان الحرير تماماً وكان يحوي 70 محلاً تجارياً لبيع الأقمشة ، قبل أن يُدمر من قبل الإرهابيين بنسبة 80% تقريباً كما هو واقعه الحالي.
– خان الحرير :
يقع وسط سوق المجيدية ، أمام خان الجاكي ويعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر ، وتبلغ مساحته حوالي /2000 /متر مربع ، فيما تبلغ مساحة باحته المربّعة /600/ متر شغلته القنصلية الإيرانية عام /1919/ ، ويتألف من طابقين ، له واجهة شرقية حديثة ذات نقوش جميلة تشكل نسبة الخراب فيه حوالي /40%/ويحوي على /70 / محلاً تجارياً موزعا ًما بين علوي وسفلي ويتوسطه بركة ماء ، كان يباع داخله كافة أنواع الأقمشة ، و من أصحاب هذه المحال : ( سليم لولو – جمال بركات – أحمد كنيفاتي – وآل معرستاوي)
– خان البنادقة :
بني عام /1813 هـ/ ، ويقع في الجهة اليسرى على محاذاة خان الجاكي، يحوي داخله /36/ محلاً تجارياً، موزعين على طابقين، /22/ منهم في الطابق الأرضي ، و/14/ منهم في الطابق العلوي.
يتوسط هذا الخان فسحة سماوية ودرجان يؤديان إلى الغرف العلوية ضمن الفسحة الأولى ، ثم تأتينا قنطرة حجرية نستطيع الدخول منها إلى فسحة سماوية أصغر، تتوسطها شجرة توت مُعمرة ، تعود لأكثر من 150 عام، مازالت تعطي ثمار التوت حتى يومنا هذا ، ويلتف حولها غرف موزعة ما بين علوية وسفلية .. ، كما يوجد داخل هذا الخان بئر ماء و سرداب يؤدي إلى القلعة.
كان يُباع في هذا الخان الأقمشة الوطنية والمستوردة ، وتعود ملكية هذا
الخان كما أخبرنا به العم ( زكريا غزول حارس هذا الخان ( إلى بيت صلاحية) ،
الذين قاموا بتأجير تلك المحلات لآخرين عملوا على ترميم نصفه تقريبا، علماً أن نسبة الدمار فيه حوالي 50 % من أصحاب المحال في هذا الخان آل : كرمان – بركات – قنواتي – علبي – خراط – صباغ – حمامي .
وبالعودة للحديث عن سوق المجيدية، لا بد أن نذكر ذاك الجامع البديع الذي يتوسطه، المسمى بـ جامع (شيخ شريف) الذي يعود بناؤه إلى العهد العثماني . عام /1243/ م.
يتم الصعود إلى هذا الجامع بواسطة درجات متناسقة ، ويضم قبلية ومحراب
وأقواس بديعة النقوش تطل على الواجهة الشمالية للسوق .
وبالطبع لن يكون ثاني سوق أعيد ترميه بعد سوق السقطية بل سيلحقه ترميم باقي أسواق مدينة حلب القديمة التي ستتعافى عما قريب وتعود للحياة بإذن الله .
رقم العدد ١٦٢٣٨