نصف مليار قابلة للزيادة لترميم سور قلعة حلب .. وانتهاء الأعمال في ربيع العام القادم

الجماهير / أنطوان بصمه جي

تعد قلعة حلب من أجمل وأكبر القلاع وأقدمها ولم تسلم القلعة خلال فترة الحرب من سقوط قذائف الإرهاب عليها الأمر الذي أدى إلى تعرض سورها الداخلي “الأثري” إلى تهدم كامل في بعض مواقعه، علاوة على تدمير جزئي أصاب سورها الخارجي المحيط بها نتيجة الانفجارات .
– 500 مليون لأعمال الترميم
خلال فترة الحرب تعرض موقعان أثريان من سور القلعة الداخلي إلى التدمير أولهما في الجهة الشمالية المطلة على مطعم بيرويا ومبنى الهجرة والجوازات _المدمر حالياً_ وثانيهما يقع في الجهة الشمالية الشرقية المطلة على حمام باب الأحمر، في حين تستمر عمليات ترميم السور الخارجي المحيط بالقلعة من الجهات كافة.
وأوضح مدير الآثار والمتاحف في حلب الدكتور المهندس صخر علبي لـ “الجماهير” أنه تم رصد مبلغ 500 مليون ليرة لأعمال الترميم قابلة للزيادة لأن السور الداخلي يحتاج لأعمال كثيرة بالإضافة إلى ترميم مواقع متعددة داخل القلعة، مبيناً أنه لا توجد مدة زمنية لانتهاء عمليات تأهيل القلعة بشكل كامل وتحتاج معظم الأجزاء لترميم بدءاً من الأسوار والمتحف والقصر وقاعة العرش مروراً بالمدرج والإنارة، حيث وضعت مديرية الآثار والمتاحف بحلب السور الداخلي ضمن أولويات عمليات التأهيل وخاصة السور المطل على مطعم بيرويا وحمام باب الأحمر كونهما الأكثر تضرراً، فالسور الداخلي تعرض للدمار والقذائف التي طالته ومنها أقسام متهدمة بشكل نهائي.

نهاية الترميم آذار القادم
وأضاف الدكتور علبي أن المديرية بدأت بوضع دراسة بحثية بأيدي مهندسين محليين للبدء بعمليات الترميم في الشهر التاسع متوقعاً انتهاء ترميم الموقعين بداية الشهر الثالث من العام القادم، بينما بدأت أعمال ترميم السور الخارجي منتصف العام الحالي ومن المتوقع أن تنتهي في الأشهر الأولى من العام القادم، أما بالنسبة للسور الداخلي الذي يعد هماً كبيراً فهو لم يكتفِ بأثار الحرب فقط إنما تعرضه لتقادم الزمن والإهمال الطويل والخلخلة الأمر الذي يحتاج إلى عمل كبير يستمر لسنوات وينفذ الآن مجلس مدينة حلب من ميزانيته وبالتعاون مع محافظة حلب.

كورونا سبب تأخير الترميم

وفيما يتعلق بتأخر عمليات الترميم نوه مدير الآثار والمتاحف أن عمليات الترميم بشكل سنوي تبدأ بعد الإعلان عنها في الشهر الثالث في حين تباشر الجهات بعمليات الترميم في الشهر السادس وتم التأخير في عمليات الترميم لهذه السنة بسبب الظروف الصحية وفي مقدمتها انتشار فايروس كورونا، مضيفاً أن مديرية الآثار والمتاحف تملك ميزانية سنوية لترميم بعض الآثار التي تتبع بملكيتها للمديرية، وقامت وزارة الثقافة بتمويل مديرياتها في القطر فتم اقتراح البدء والتركيز بترميم أسوار القلعة الداخلية.

– أعمال ترميم سابقة
وبحسب رأي الدكتور علبي أن السور الخارجي ليس له أهمية تاريخية لأن القلعة كانت بدون سور خارجي، مبيناً أنه ضمن الفترة الأخيرة قبل بداية الحرب كان يوجد مشروع طموح وساهمت به جهات خارجية مثل مؤسسة الأغا خان ووكالة التعاون التقني المعروفة باسم (gtz) الألمانية والتي كانت جهة مساعدة في عمليات التأهيل وذلك بموجب عقد تم بينها وبين مديرية المدينة القديمة، وعملت الوكالة الألمانية في مشروع إحياء المدينة القديمة فتم زراعة المساحة المحيطة بالسور الخارجي بأشجار النخيل التي لا تخضع لتراث وتاريخ مدينة حلب بل كانت رؤية تجميلية للوكالة الألمانية بين 1990 حتى 2011 قبل انسحابها مذ بداية الحرب.

في حين قامت الوكالة الألمانية بشراء أشجار دائمة الخضرة (من بيئة وتاريخ مدينة حلب) وتم زراعتها على سفح القلعة بجانب المتحف، السور الخارجي جاء ضمن دراسات بحثية بين مجلس مدينة حلب ووكالة التعاون الألمانية، ويضيف مدير الآثار والمتاحف أن السور الخارجي للقلعة مناسب للمدينة كونه لا يعتبر شاذاً عن بيئة العمرانية المجاورة، وتعرض لتعديات في الحرب وله تمويل حالياً ومسؤول عن ترميمه مجلس مدينة حلب ونقوم كمديرية الآثار والمتاحف بدورنا كجهة إشراف على متابعة أعمال الترميم، وتم إشراك جامعة حلب من خلال تقديم دراسات بحثية حيث أن السور بارتفاع 8 أمتار وامتداد 40 متر حيث تم تقديم دراسات لنوعية التربة والأثاثات ونوع الحجر المستخدم ومقاومته مضيفاً أن الحجر المستخدم متوفر في مقالع مدينة حلب.

– خطط وصعوبات
وعن الخطط المقترحة لآليات عمل السنة القادمة، أوضح الدكتور علبي أنه سيتم رصد مبلغ لاستكمال عمليات الترميم داخل القلعة في مناطق متفرقة منها، بحيث يكون التمويل من الحكومة السورية وذلك من الميزانية السنوية لوزارة الثقافة عن طريق توزيع الاعتمادات المخصصة إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي تعترض آلية مشروع تأهيل أسوار القلعة، أشار مدير الآثار والمتاحف بحلب إلى صعوبات عديدة في عمليات الترميم وهي تأمين المواد الأولية حيث أن الحجر بمقاسات محددة، بالإضافة إلى صعوبة كبيرة في عمليات نقلها إلى سطح القلعة وصعوبة بالغة في تأمين اليد العاملة فمعظم اليد العاملة المهارة هاجرت خارج القطر.
ت هايك اورفليان
رقم العدد ١٦٢٤٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار