م ياسمين درويش
للمهندس السوري مكانة مرموقة، فقد أثبت جدارته منذ عشرينيات القرن الماضي, ولا تزال المباني المشيدة إبان تلك الحقبة شاهدة على تفوقه وتميزه حتى يومنا هذا.
تتميز الأبنية السورية بجماليتها إلى جانب إتقانها وحسن بنائها, فاليد العاملة السورية التي بنت وأنشأت لا تقل تميزاً عن المهندس السوري, ففي مدينة حلب على سبيل المثال نلاحظ تميز التصاميم فلكل حي بصمته المميزة وكأن المهندس المعماري يريد أن يجعل من الحي سمفونية متناغمة الأبنية, وحي الشهباء من الأحياء التي تزخر بالأبنية المتميزة ذات الطابقين التي صممت ونفذت وبنيت بسواعد سورية مخلصة, هناك تتزاحم الصور الجميلة للمباني ويحمل كل مبنى طابع خاص به فنجد البناء الياباني الطراز كما نجد الأوربي الحديث, والعديد من الأبنية هناك يعود لمدارس الهندسة المعمارية اليونانية القديمة الطراز, وهو مبعث فخر لنا لأن المباني هناك بالمجمل مبنية ومصممة ومنفذة بأيدٍ سورية.
ولا ننس أن وطننا سورية زاخر بالصروح المميزة كالسدود والمدن الرياضية والجامعات والمجمعات السكنية الحديثة, وكلها نتاج سوري دون الاستعانة بأحد إلا الاستشارات فيم ندر.
كل مهندس سوري يحمل المشاريع التي درسها وصممها ونفذها في قلبه فقد أعطاها الكثير من روحه قبل تفكيره ومن عاطفته قبل عقله, فالمهندس السوري يصمم بحب وينفذ بتفانٍ.
المهندس السوري يقع في هوى المشاريع التي عمل بها فهي تستوطن في ذاكرته وتعيش في ذكرياته, والمشروع جزء من الوطن وكل مهندس وضع لبنة في بناء الوطن.
ولا تقل أهمية العامل السوري عن أهمية المهندس فهو يعطي عمله من جهده وفنه وإبداعه ليبدو البناء بأبهى حلة….تحية لعمالنا ولكل يد تعمر في وطننا الحبيب, وكل يد نعول عليها في إعمار سوريا الغالية.
رقم العدد 16250